أوراق من تاريخ النضال الوطني لقوى المعارضة البحرينية في الخارج (4 من 5)

أحد رموز المعارضة الدينية البحرينية يعود من المملكة المتحدة البريطانية

من المتوقع أن يصل الشيخ علي سلمان أحد رموز المعارضة الدينية البحرينية في الخارج إلى المنامة غدا ” الاثنين” 19 اذار/ مارس 2001 من بريطانيا وذلك تجاوبا مع خطوات الانفراج السياسي الجديدة التي اتخذها الامير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وقال علي سلمان في حديث ل ” الشرق الاوسط ” أمس في لندن ” بأن عودته تأتي في أجواء الانفتاح الجديدة التي تعيشها البحرين اليوم، والتي تمكن من المساهمة في بناء الوطن “.

وأضاف ” بأن عودتي الآن تأتي بعد التغيرات التي شهدتها البلد في الشهرين الاخيرين مما هيأ الاجواء من أجل العودة “.

وعبر سلمان عن سعادته بحكم محكمة العدل الدولية الاخيرة وقال ” نحن سعداء بان تنتهي هذه المشكلة التي عكرت صفو العلاقة بين الاشقاء في البحرين وقطر خلال السنوات الماضية، وسعداء كون جزر حوار بقيت مع الجزيرة الأم، البحرين، ونتطلع بعد صدور قرار المحكمة أول من أمس، تعزيز العلاقات بين الشعبين والحكومتين “. واستدرك بالقول ” كان بودي أن تقبل الاطراف الوساطة التي كانت تقودها الشقيقة المملكة العربية السعودية كاسلوب للتعامل في حل الخلافات الحدودية، ولكن ما انتهت إلية محكمة العدل الدولية هو اسلوب مرض ومتحضر”.

وبسؤاله عن رؤيته المستقبلية للوضع السياسي الجديد في البحرين أجاب ” بأن مؤشرات الواقع تنم عن ايجابية ورغبة جادة بالانتقال بالاوضاع السابقة المتأزمة إلى اوضاع جديدة ومنفتحة، كما اننا نشعر برغبة جادة في عملية الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإذا صدقت النوايا بهذا الاتجاه، ووجدت مساحة كافية لتعبر كافة الاطراف المختلفة عن رأيها، فمن المؤمل أن تأخذ البحرين مساحة مهمة وبارزة في الوضع الاقليمي “.

وعبر الشيخ علي سلمان، عن رغبته في رؤية البحرين منطقة اشعاع فكري وحضاري للوطن العربي كما أكد على ان البحرين يمكن أن تقدم نموذجا متحضرا للتعايش بين مختلف الطوائف والتيارات السياسية ذات المشارب المختلفة المتعددة، وهناك آمال كبيرة وطموحات أكبر في السير بالبلد نحو هذا الاتجاه، وتنمنى على جميع الاطراف أن تكون بدرجة كافية من التنسيق والتفاعل مما يساعد في تسريع العملية الاصلاحية .

وحول سؤاله عن عودة الرموز الدينية المعارضة في الخارج ومدى مشاركتها في الاجواء الجديدة، قال ” أن عودة الرموز الدينية هو بالاساس عودة المواطن إلى بلده، وقد عبرت هذه الرموز خلال الفترة السابقة عن رغبتها في اصلاح الاوضاع، وها هي تعود اليوم للمشاركة في تنمية البحرين في مجالاتها المختلفة “.

وأوضح ” عندما وجدت المعارضة الفرصة مؤاتية للعودة مارست حقها الطبيعي في ذلك، واعتقد ان رجوع هذه الشخصيات سيكون عاملا مهما في المزيد من الاستقرار، ومزيد من النضج للحركة الاجتماعية، والسياسية والدينية، كما انه سيثري البلد بطاقات كبيرة راشدة يحتاج اليها في هذه المرحلة .

يشار إلى أن الشيخ علي سلمان يعتبر أحد رموز الحركة الدينية الاجتماعية في البحرين، وقد تخرج من الثانوية العامة في البحرين، والتحق بعد ذلك بجامعة الملك سعود في الرياض لمدة  ثلاث سنوات، ثم انتقل بعد ذلك الى مدينة قم في ايران لدراسة العلوم الدينية لمدة خمس سنوات ونصف السنة وبعدها عاد الى البحرين سنة 1992 لممارسة العمل الاجتماعي والديني .

من جانبه علق الشيخ علي سلمان، على اهمية الميثاق الوطني الذي جرى التصويت عليه وقال ” ان التصويت جاء بمشاركة 88 في المئة، كما ان الموافقة كانت بحدود 89 في المئة، وهو مؤشر يكشف عن رغبة جامحه في المجتمع البحريني للمشروع الاصلاحي الذي طرحه امير البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، واعتقد أن هذا الاقبال الكبير، وهذا التجاوب يمثل أرضية وضمانة لاستمرار المشروع الاصلاحي “.

الحلقة الخامسة والاخيرة .. ممثل لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في البحرين، يشيد بأهمية التغييرات السياسية الجديدة في البحرين .

هاني الريس

11 نيسان/ أبريل 2021

Loading