مراسم جنائزية ” رمزية ” في كوبنهاجن لتأبين شهداء القصف الصهيوني الوحشي على غزة

مشاهد تأبين شهداء فلسطين من الاطفال أدمت القلوب والأفئدة، وحركت مشاعر التضامن الاممي مع قضية العرب المركزية فلسطين

لتسليط الأضواء على المآساة الملحمية الكبرى التي شهدتها مدينة القدس وقطاع غزة خلال الحرب الاسرائيلية الفلسطينية الأخيرة، قامت المنظمات الفلسطينية وأحزاب اليسار الدنماركي الداعمة لقضية فلسطين، باحياء مراسم جنائزية  رمزية بتجميع عدة توابيت بيضاء لتأبين أرواح الشهداء الاطفال من الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم من خلال القصف الاسرائيلي الهمجي المجنون على قطاع غزة في الاسبوعين الأخيرين من هذا الشهر آيار/ مايو 2021، وصورت خلالها مشاهد مرعبة حول الموت والدمار والحصار المطبق الذي مارسته قوات جيش الدفاع الاسرائيلي، وهي بادرة تعتبر الاولى من نوعها في تاريخ النشاط النضالي للمنظمات الفلسطينية الاهلية في الدنمارك .

في 20 آيار/ مايو 2021، أحتشد مئات الاشخاص من أبناء وبناتالجالية الفلسطينية والجاليات العربية والاسلامية والدنماركيين، في وسط ساحة بلدية العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، لمشاهدة عرض توابيت الشهداء الفلسطينيين من الاطفال، الذين استشهدوا من جراء حمم نيران الطائرات الحربية الاسرائيلية المغيرة بكثافة على سماء وتراب قطاع غزة، والحقت بمعظم البنى التحتية لهذا القطاع دمارا شاملا، وخلفت من ورائها أكوام من جثث الشهداء من الرجال والنساء والاطفال تناثرت على شكل  أشلاء في  مختلف الشوارع والساحات وبين أنقاض المبان المدمرة بما يشبه الأرض المحروقة .

وعلى الرغم مما أثاره هذا المشهد الجنائزي المهيب، من جدل بين السياسيين الدنماركيين، الذي أبدى فيه  بعض السياسيين اليمينيين المتشددين انزعاجه من التحركات النضالية المكثفة التي نظمت في الفترة الأخيرة لنصرة شعب فلسطين، على الساحة الدنماركية، أمام كافة التحديات الاسرائيلية، وذلك بسبب دعمهم غير المحدود للسياسات الاسرائيلية، فقد أبدى كثيرون تعاطفهم الشديد مع مجمل هذه التحركات ولاسيما من جانب السياسيين والحقوقيين الذين عرفوا على امتداد عقود بتأييدهم وتضامنهم ودعمهم للقضية الفلسطينية، وقد شوهد من بين هؤولاء السياسيين المتضامنين مع نضالات الشعب الفلسطيني، وزير الخارجية الدنماركية ورئيس الحزب الاشتراكي الدنماركي ( الحاكم حاليا ) المخضرم، موغنس لكتتوفت، الذي كانت له في السابق جولات وصولات في خدمة القضية الفلسطينية، وقام بزيارات متكررة للمناطق الفلسطينية المحررة وقطاع غزة للتضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه من الاحتلال ، وعدد آخر من قادة وكوادر وقواعد الاحزاب اليسارية في الدنمارك .

وارتفعت في عنان سماء الوقفة التضامنية في 20 آيار/ مايو 2021 الاصوات المنددة بالعدوان الاسرائيلي على حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة وتدنيس مقدساتها، وكذلك في قطاع غزة، بالتزامن مع انطلاق الاناشيد الثورية وتحية ابطال المقاومة الفلسطينية والترحم على أرواح جميع الشهداء الابرار، وتحركت في طول وعرض ساحة التجمع الحاشدة، جحافل من الرجال والنساء والاطفال، وكان يرتدي بعضهم الزي الوطني الفلسطيني التقليدي، ويلوحون باعلام فلسطين وشعارات المقاومة، وكان البعض الآخر منهم يلونون وجوههم بالوان العلم الفلسطيني، وقد تعهدوا بمواصلة النضال من أجل العودة إلى الوطن الأم، وتحرير كل شبر محتل من الارض الفلسطينية  التاريخية، وطرد جميع المستوطنين اليهود الصهاينة الذين أغتصوا الأرض والكيان السياسي بواسطة  قوة الحديد والنار والدعم الامبريالي السياسي والاقتصادي والعسكري غير المحدود .

وقال عدد من المشاركين في الوقفة التضامنية لتأبين أرواح الشهداء الأطفال، أن ” التوابيت البيضاء ” التي انتشرت في ساحة بلدية العاصمة كوبنهاجن، مثلت رمزا لمقاومة الشعب الفلسطيني الجبار لواحد من أعتى وأقوى الجيوش في العالم، كما انها أيضا تعتبر رمزا للتعاطف والحزن الشديد على رحيل الشهداء الابرار والتضامن والمواساة مع عائلاتهم، وتوجيه التحية للمنتصرين المقاومين للاحتلال وتهنئتهم باحراز النصر على المعتدين .

هاني الريس
25 آيار/ مايو 2021

Loading