نهاية مراحل فتح الدنمارك بالكامل، باتت أكثر من وعد، وأقل من أمر واقع

أحزاب المعارضة في البرلمان الدنماركي، تمارس الضغط على رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، من أجل الانفتاح السريع على المجتمع، ورفع الحظر عن التجمعات، وتخفيف الرقابة على الحدود.

خاضت الأحزاب السياسية المعارضة في البرلمان الدنماركي، اليمينية منها واليسارية على حد سواء، صراع محتدم في جولة المفاوضات الأخيرة، التي جرت يوم الأربعاء 20 أيار/ مايو 2020، في قاعة البرلمان الدنماركي، بشأن التطورات الجديدة بالنسبة لفتح الدنمارك في المراحل التالية من الأزمة الصحية، وقد بليت فيها رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، بلاء حسنا، لسماع أصوات الأغلبية المعارضة لاجراءاتها السياسية والصحية الحالية، بخصوص الأزمة.

▪تحالف مشترك:
كانت الأحزاب السياسية البرجوازية المعارضة، والأحزاب اليسارية خارج الحكومة، وتحديدا، حزبي البديل، و الراديكال_ يسار الوسط ، قد تبنت مشروع إتفاق موقع، قبل بدء المفاوضات، التي جرت في قاعة البرلمان يوم الأربعاء 20 أيار/ مايو 2020، تطالب فيه الحكومة في الإسراع بفتح البلاد بشكل أوسع مما هي عليه في الفترة الحالية، ورفع الحظر عن التجمعات الشعبية، وتخفيف قيود الرقابة المشددة على الحدود، وذلك بناء على تقرير جديد نشره معهد مصل الدولة الدنماركي (SSl)، يشير إلى أنه بإمكان الدنمارك، أن تفتح مرة أخرى، إذا ما أستمر الدنماركيون، في التقيد والإلتزام بجميع القواعد القانونية والإجراءات الصحية السابقة والجديدة، التي أعلنتها الحكومة والسلطات الصحية في الدنمارك، وبخاصة حول المسافات التباعدية، والمحافظة على النظافة الجيدة.

وفي هذا الصدد قال زعيم حزب الراديكال اليساري( المحسوب على الحكومة) مارتن اوسترجارد : ” إن الظروف الجديدة، تسمح الآن بالانفتاح شبه الكامل على المجتمع، ورفع الحظر عن التجمعات، وفتح الحدود للسياح والتبادل التجاري مع الدول، ولذلك فإنه يتوجب على رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، المثول أمام رغبة الأغلبية البرلمانية، وإنجاز تلك المهام المطلوبة، بعد أن أتضحت أمام الجميع، حقائق بعض الأمور الصحيحة، وتراجعت نسبة الخطر من تفشي وباء فيروس كورونا في الدنمارك، ولذلك فإنه من الأهمية بإمكان أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، وفتح الحدود للسياح القادمين إلى الدنمارك، قبل موعد الموسم السياحي المقبل في الصيف “.

وأضاف: ” إذا لم تستمع رئيسة الوزراء، لأصوات هذه الأغلبية، فإنه ليس من الحكمة، أن تتجاهل حكومة أقلية مكونة من لون واحد، وحزب واحد راىء الأغلبية المعارضة “.

وأما زعيم حزب اليسار الليبرالي البرجوازي والكتلة اليمينية الزرقاء المعارضة في البرلمان، جاكوب اليمان- جينسن، فقد قال: ” إن الوقت قد حان لأن يكون هناك انفتاح شبه كامل للدنمارك، بما في ذلك الحدود، وتوفير ضمانات قوية للمستقبل “.

وأضاف: ” انا لا أدعوا الآن لفتح حدود الدنمارك غدا، ولكن أقول أنه بحلول نهاية الشهر القادم على الأقل، يجب على الدنمارك، أن تخفف من كافة القيود المفروضة الآن على الحدود “.

▪الإصرار على مواصلة النهج الثابت المتبع:
في المقابل، أصرت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، خلال المفاوضات، على تحقيق جميع الالتزامات العامة، التي قطعتها على نفسها وعلى المجتمع، وقالت: ” إن الحكومة مستمرة في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها السياسية والصحية، وهي مازالت تبذل جميع الجهود والامكانات، من أجل وقف زحف وباء فيروس كورونا الفتاك في الدنمارك، واذا ما سارت الأمور بحسب الخطط الموضوعة، فإن التطورات والتوجهات الجديدة، سوف تشمل شتى المجالات..الانفتاح السريع والواسع على المجتمع، ورفع الحظر عن التجمعات، وفتح الحدود، كما أنه توجد هناك خطط طموحة للبناء الجديد في المستقبل، بعد مواجهة شهور كانت عصيبة كثيرا “.

وأضافت: ” إنه من الخطأ البالغ السير بسرعة في إتجاه فتح البلاد، لأن ذلك قد يضعنا بالضرورة في موقف حرج حول السيطرة الكاملة على الوباء، ونخسر كل ما كان تحقق لنا في المراحل الأولى من مكافحته، وكلما فعلنا أكثر مما يجب فعله زاد عدم قدرتنا على التحكم في الموقف، ولذلك يجب أن لا ندهب كثيرا في التفاؤول، حتى لا ننصدم ويضيع منا بريق الأمل “.

▪ نتيجة المفاوضات، التي اقرت بالاجماع، قبل منتصف الليل:
وبعد مخاض عسير شهدته تلك المفاوضات الطويلة، التي استمرت تحث الخطى منذ الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، حتى قبل منتصف الليل، اتفقت جميع الاطراف، على تمديد المرحلة الثانية من إعادة فتح البلاد، وبشكل تدريجي، وبحلول 29 أيار/ مايو 2020، ستقدم الحكومة، خطة جديدة لمراحل الفتح اللاحقة، ومنها السماح بالعمل في السياحة الصيفية، وفتح تدريجي للحدود، وخلال الفترة الصيفية، سيكون هناك تخفيف للتجمعات، وابتداء من 30 حزيران/يونيو 2020، سترتفع نسبة التجمعات من حوالي 30 شخص، إلى 50 شخص، وسوف تكون هناك إرشادات عامة لحفلات الزواج والمناسبات الكبيرة.

وسوف تسمح السلطات الدنماركية، للاجانب الذين يمتلكون بيوت في الدنمارك، والأشخاص الدين لديهم عائلات في البلاد، ورجال الأعمال، بعبور الحدود، بعد تلقيهم بعض الإرشادات الخاصة برحلات السفر من والى الدنمارك.

ومنذ يداية، الثامن، من حزيران/ يونيو 2020، سوف تفتح الأنشطة الثقافية، مثل المسارح والمتاحف ودور السينما والمعارض الفنية، وأحواض الاسماك، وحدائق الحيوان، وفي المرحلة الرابعة، سوف يتم فتح الحياة الليلية، مثل المراقص، والحانات، وكذلك مراكز التدريب، والحدائق المائية، والملاعب الرياضية، وحمامات السباحة، والتعليم العالي، ويمكن للحكومة إذا لزم الأمر، الخروج من هذه الخطة، إذا ما وجدت أن هناك تفشي جديد للفيروس.

▪ هاني الريس
20 أيار/ مايو 2020

Loading