الذكرى السنوية 75 للاحتلال السوفياتي لجزيرة بورنهولم الإستراتيجية في الدنمارك

7 أيار/ مايو 2020، في مثل هذا اليوم، قبل 75 سنة مضت من الزمن، قصفت القوات السوقياتية، جزيرة بورنهولم، الا ستراتيجية، الدنماركية، المطلة على بحر البلطيق، والتي تحتل مساحة جغرافية ب 588.36، كيلو متر مربع، بواسطة الطائرات الحربية، من دون سابق إنذار، واستمرت الهجمات المكثفة، منذ فجر ذلك اليوم حتى المساء، وظلت تصب وابل حممها على مختلف المناطق الحساسة بتلك الجزيرة، عندما رفض قائد القوات العسكرية، الألماني النازي، جيرهارد فون كامبتز، التي كانت قد تحتلت قواته الجزيرة، منذ 10 نيسان/ أبريل 1940، وذلك بعد يوم واحد فقط من الاحتلال الألماني النازي للدنمارك، إلى الاستسلام، إلى القوات المسلحة السوفياتية، ولكنه فضل أن يكون استسلامه فقط، على ايادي القوات البريطانية، التي حررت الدنمارك، مع قوات الحلفاء الاخرى، بقيادة القائد العسكري البريطاني، الماريشال، مونتغمري، وراح ضحية ذلك القصف، عشرة أشخاص فقط من مواطني الجزيرة، فيما فقد الكثير من جنود القوات الألمانية النازيين الألمان، حياتهم، في نفس الوقت الذي سعت فيه القيادة السوفياتية للحفاض على سكان الجزيرة في مأمن، رغم ما حصل من دمار رهيب في مقومات وركائز البنية التحتية بشكل كبير.

▪خمسة قوارب حربية و 100 جندي سوفياتي داخل الجزيرة:
في 9 أيار/ مايو 1946، غزت القوات المسلحة السوفياتية جزيرة بورنهولم، بخمسة قوارب حربية كبيرة، و 100 جندي، واحتلت بها الجزيرة، واجبرت قائد القوات الألمانية النازية، على الاستسلام، وبعد استلامه المذل، تسلمت قيادة الجيش السوفياتي الاحمر، زمام الأمور في الجزيرة، وبذلك انتقلت السيادة في هذه الجزيرة، من سلطة الإحتلال النازي، إلى سلطة الاتحاد السوفياتي، والتي استمرت معها طوال11 شهرا من الوقت، وعند ذلك، اجبرت القوات السوفياتية، جميع الجنود الألمان وعائلاتهم البالغ عددهم قرابة 17000، على المغادرة باقصى سرعة ممكنة، من ديار الجزيرة، تحت واقع إجراءات طردهم بالقوة، وبعد مغادرتهم المجبرة، بقيت هذه الجزيرة، تحت سلطة القيادة السوفياتية، حتى فترة التنازل عنها او تسليمها للمملكة الدنمارك، في العام 1946، وذلك من دون أية مقاومة، أو قتال، وهنا تبرز الصورة الفارقة بين احتلالين لتلك الجزيرة، احدهما مارس الوحشية والقمع المفرط ضد السكان، طيلة فترة الإحتلال، والآخر مارس سياسة التعقل وضبط الامور، والإنسانية والأخلاقية تجاه السكان.

هاني الريس
7 أيار/ مايو 2020

Loading