الرياضة من أجل الفقراء

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن توقيع اتفاقية مع منظمة الأغذية العالمية والزراعة (الفاو)، التابعة إلى الأمم المتحدة، تقضي بتطوير آفاق التعاون المشترك بينهما لمكافحة مظاهر الفقر، وتوفير الموارد الغذائية والصحة والدواء لملايين الفقراء في إفريقيا.

وبحسب البيان المشترك بين الاتحاد والمنظَّمة الأمميَّة الذي وُقِّع في القاهرة في 18 مارس/ آذار 2008، فإن الاتفاقية تستهدف أن تُساهم لعبة كرة القدم الإفريقية والعالمية في تقوية وتعزيز القضايا الإنسانيَّة لغرض تحسين ظروف المعيشة اليوميَّة لكلِّ الفقراء في العالم. وأكدت الاتفاقية تعزيز دور الرياضة في مختلف حملات مكافحة الفقر، ونقص التغذية، ومحاربة الأمراض الخطيرة في مناطق تعاني من شحّ الموارد، ومن نقص مياه الشرب والصرف الصحي والأدوية.

الاتحاد الإفريقي تعهَّد ببذل الجهود كافة مع منظمة الأغذية والزراعة لتحقيق هذه المهمَّة الإنسانية وإنقاذ ملايين البشر من الفاقة، وذلك عبر توجيه الدعوة للأندية الرياضيَّة ولاعبيها المحترفين وسفراء النوايا الحسنة التابعين إلى هيئة الأمم المتحدة لكي يشاركوا في الفعاليَّات الرياضيَّة والحملات الدعائيَّة لنشر التوعية بمشكلات الفقر وتحسين ظروف الفقراء.

إنَّها لفتة إنسانيَّة، ومثال يُحتذى، وفرصة تستطيع من خلالها الاتحادات الرياضيَّة الوطنيَّة والإقليميَّة والعالميَّة التعاون فيما بينها لتقديم المساعدات للفقراء جميعا، إذ مازال هناك ملايين الجائعين وهم في أمسِّ الحاجة إلى من يقف إلى جانبهم، سواء من المنظمات الدولية أو الجهات الحكوميَّة الرسميَّة. كل ذلك من أجل تخفيف معاناتهم وخصوصا في إفريقيا وآسيا، حيث كشفت آخر التقارير عن حجم المعاناة التي يعيشها الفقراء في هاتين القارَّتين الكبيرتين، على رغم الثروات الهائلة زراعيَّة وصناعيَّة ونفطيَّة ومعدنيَّة.

ووفق برنامج الغذاء العالمي الأخير التابع إلى الأمم المتحدة، فهناك أكثر من 70 مليون إنسان في العالم يعانون من نقص الغذاء، في نحو ثمانين دولة، إذ تعاني مناطق شرق آسيا وحدها أعلى نسبة فقر في مناطقها الريفيَّة، تأتي بعدها إفريقيا التي يقطنها أكثر من 112 مليون شخص فقير، ثمَّ شرق آسيا ويصل عدد فقرائها إلى 600 مليون فقير. وتبلغ أدنى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يصل التعداد إلى 31 مليونا.

دعوة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، هو تعزيز لدور الرياضة في خدمة فقراء العالم. وهي دعوة ضرورية تستدعي الاهتمام من الجميع، مؤسسات رياضيَّة وإنسانيَّة، ومنظَّمات أهليَّة وحكوميَّة، أثرياء ومرفهين، وذلك من أجل الحدِّ من مظاهر الفقر في العالم.

وإذا كانت الرياضة تستغلُّها، وفي جميع العصور، بعض الأنظمة السياسيَّة وشركات الاستثمارات والمضاربات الاقتصاديَّة لأهداف سياسيَّة واجتماعيَّة يُراد من خلالها حجب المسائل الملحَّة كالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، فإنَّ المطالبة بعدم تسييس الرياضة بات أمرا مُلحَّا.

هناك منشآتٌ رياضيةٌ عملاقةٌ تشيَّد لكي تُبرز إعلاميّا في بلدان غنيَّة مثل دول الخليج، وهذا عكس ما يجري في الواقع؛ إذ إن الرياضة، وعلى رغم الدعم المادي الكبير، تتطوَّر ببطء. ويشير التطوُّر إلى وجود أزمة في مفهومنا للرياضة ودورها الاجتماعي عموما.

Loading