الدنمارك تقترب من كبح جماح فيروس كورونا ولكن

على الرغم من كافة التصريحات، التي أطلقت عنانها، رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، في الأيام الاخيرة، حول استعداد الحكومة، للنظر بعودة الحياة الطبيعية الى الدنمارك، وقبل حلول أعياد الفصح المرتقبة، فإن العديد من المصادر السياسية والطبية، تفيد بأن الحياة الطبيعية المأمولة، لن تكون سهلة و متاحة بشكل معقول ومنطقي، في هذا الوقت، حيث لم يتم حتى الآن كافة الإجراءات الضرورية والمناسبة لملاحقة تبعات الأزمة الصحية القاسية والمؤلمة، التي مازالت تعاني منها البلاد بشكل خطير، وهم يعتقدون، بأن تمديد أجال العديد من المحظورات والأوامر، سوف تستمر، بصورة تدريجية، من اجل توفير ضمانات كافية نحو إكتمال تلك المهمة، خاصة وأن السلطات الصحية الدنماركية، كانت قد توقعت في فترات سابقة، أن الكارثة سوف تبلغ ذروتها حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل الجاري، وعليه فانه سيكون الأمر بالغ الخطر والخطورة.

وتقول جميع هذة المصادر، أنه إذا ما تم السماح للطلاب بالعودة إلى مقاعد الدراسة، والعمال والموظفين إلى أعمالهم والوظائف، في هذا التوقيت البالغ الحساسية والخطورة، فانة سيضيع عدة أسابيع من الجهود المكثفة لمنع إنتشار العدوى داخل المجتمع، في مهب الرياح، وسيضاعف من عواصف الأزمة.

وفي مؤتمر صحفي عقد في مقر رئاسة الوزراء، في 23 أذار/ مارس 2020، قالت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن: ” أن الدنمارك تواجه في الوقت الراهن، محنة صحية مخيفة وبالغة الشدة والخطورة، بعد تطورات الأزمة الصحية وتداعياتها، وأن الحكومة لم تستطيع حتى الآن أن تضع خطة كاملة وشاملة، لكيفية المضي قدما نحو ترتيب تلك الأوضاع، وكان عليها أن تدرس بصورة منطقية وعقلانية، كيف يجب ان تتخد القرارات الناجعة والناجحة والكفيلة بعود الحياة الطبيعية للمجتمع تدريجيا، سواء كان ذلك في المراكز التعليمية، أو في مراكز العمل، وفي غيرها من المراكز الحيوية في المجتمع.

ارقام مذهلة من الإصابات بالفيروس، وطوابير في انتظار الفحوصات:

وفي الأيام الأخيرة، ذكرت المصادر السياسية والصحية في الدنمارك، بأنه يوجد هناك أكثر من 3.672، شخص مصاب بعدوى الفيروس، وأنه حتى الآن لم يتم سوى فحص 34.388، شخص ممن كان يشتبه بأنهم يحملون علامات هذا المرض، وفي أواخر شهر آذار/ مارس، ازدادت أرقام المصابين، إلى حوالي 3.940 مصاب بالفيروس، وهناك احتمالات بعيدة، بأن العدد سوف يزداد بنسبة أكثر من ذلك بكثير، نتيجة شحة الفحوصات الطبية الضرورية والمستعجلة، وضيق المساحات العامة في أروقة العيادات والمستشفيات، ونقص عدد الأطباء والممرضين، وكبر حجم المرضي المسجلين على لوائح الإنتظار.

وفي بيان مكتوب، صدرا مؤخرا، عن المجلس الوطني الدنماركي للصحة، قال البيان: ” إنه تم فقط علاج قرابة 900 شخص من مرضى هذا الفيروس، وأن عدد الأشخاص، الذين فقدوا حياتهم في الدنمارك، قد تجاوز نسبة حوالي 130 شخصا.

أطفال في الدنمارك يحملون المرض:

وفي بيان آخر، صادر عن مجلس سلامة المرضي في الدنمارك، أكد البيان، على أنه يوجد هناك العديد من الأطفال الدنماركيين، بين مرضى الفيروس، وقد بلغ عددهم حتى الآن قرابة 90 طفل، ممن اثبتت الفحوصات إصابتهم بالمرض، وتسعى السلطات الصحية لانقادهم.

مؤتمر صحفي:

وفي مؤتمر صحفي عقدة رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، في مقر رئاسة الوزراء في 20 أذار/ مارس 2020، وتحدثت فية، إلى نخبة مختارة من أطفال الدنمارك، قالت رئيسةالوزراء” أن الحياة اليومية العادية في الدنمارك، قد تغيرت واتخدت منحى آخر غير مألوف من قبل، حيث انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، بسبب اشتداد الأزمة، التي عصفت بالبلاد، وكان من ضحياها ايضا أطفال، لم يبلغوا حتى سن الرشد.

وأضافت: ” أن الحكومة، قد سعت بكل ما أوتي لها من جهود ومن قوة ومن امكانيات مطلوبة، لحماية المواطنيين جميعا، من عدم التعرض لهذا الوباء المميت، الذي لم يعد بفرق بين كبير أو صغير في السن، ولكنه مع الأسف الشديد، كانت العدوى تنتشر بشكل أكثر مما كنا نتوقعة ونتصدى إليه “.

وتابعت رئيسة الوزراء: ” إننا قمنا بكافة واجباتنا الاساسية المطلوبة، نحو حماية جميع المواطنين، من تعرضهم لهذا الوباء الخطير والقاتل، وقلنا أنه إذا لم يستطيع أولياء أمور الاطفال الدنماركيين، من رعاية اطفالهم في المنزل، فان الدولة الدنماركية، قد خصصت لجميع هؤولاء الاطفال، مدارس طوارئ مفتوحة في جميع انحاء الدنمارك للإقامة فيها بشكل مؤقت، وذلك من اجل رعايتهم وتوجيههم والعناية بصحتهم، حيث انهم يبقوا في النهاية، اطفال غير راشدين، ويحتاجون الى المزيد من الرعاية والاهتمام ومسائل الإرشاد المتعددة، و التي هي في الأساس، من واجبات الدولة الرسمية القيام بها قبل غيرها، باعتبار أن هؤولاء الاطفال، هم بمثابة الجيل الصاعد الجديد، الذي سوف يرث المستقبل الرائد والعظيم للدنمارك.

هاني الريس
4 أذار/ مارس 2020

Loading