الفقراء والطبقة العاملة هم أكثر احتراما لقادتهم

4 سنوات مضت على رحيل خادم الطبقة العاملة والفقراء في الدنمارك، انكر يورغنسن، وذكراه مازالت خالدة في جميع القلوب.

اليوم، تمر علينا الذكرى السنوية الرابعة، على رحيل الزعيم العمالي الدنماركي، والرئيس الاسبق للحزب الاشتراكي الديمقراطي ” الحاكم اليوم في الدنمارك ” ورئيس الحكومة الدنماركية الأسبق، أنكر يورغنسن، المولود في 13 تموز/ يوليو 1922، من أسرة عمالية فقيرة، كانت تعيش في منطقة” كريستيان شافن ” في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، والذي نشاء وترعرع في رحم واحضان الطبقة العمالية الدنماركية الكادحة، والمناضلة والمدافعة عن حقوق الكادحين العمال، والفقراء والمسحوقين في المجتمع الدنماركي، وحول العالم.

ومنذ يوم رحيله، ذابت الطبقة العاملة والفقراء، ومعهم الشعب الدنماركي برمته، على إحياء ذكرى رحيلة، سنويا باقامة الاحتفالات والمناسبات، ويمجدون، افضاله وماثره وعطاءاته المستمرة والصادقة والمخلصة، من أجل رعاية وحماية وصيانة لجميع الحقوق المكتسبة والمشروعة للمواطن الدنماركي.

فقد وهب، أنكر يورغنسن، كل حياته، وحتى مماته، في خدمة الضعفاء والفقراء في المجتمع، وقدم لهم كل ما عليه من التزامات، وواجبات كثيرة ومطلوبة، عندما كان يعتلي سدة الحكم في الدنمارك، طوال فترة امتدت سنواتها إلى 12 عاما من الزمن، وقاتل خلالها بشراسة متناهية، من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في الدنمارك.

مقاوم شرس:
وفي ظل تعرض الدنمارك، إلى الاحتلال النازي الهتلري الألماني، كان، أنكر يورغنسن، في مقدمة الصفوف الأولى للمدافعين الدنماركيين الشرفاء، الذين تصدوا بعزيمة وإصرار وشجاعة متناهية لجحافل الجيش النازي الألماني، وكان برأي غالبية المراقبين والمحللين للشأن الداخلي الدنماركي، أنه أفضل من قدم الخطط والمشاريع والمعالجات الناجحة والناجعة للمشاكل الصعبة، التي ظلت تعاني منها الدولة الدنماركية والمجتمع في ذلك الوقت.

الحياة عطاء وعمل مستمر وتواضع.

كان هذا الشعار الأثير والاصيل، هو الشعار المفضل، الذي رفعه، أنكر يورغنسن، وظل يتمسك به، حتى آخر لحظة في حياته، فقد عاش الرجل حياة زاهدة ومتقشفة، مثله مثل غيره من المواطنين الدنماركيين العاديين، في إحدى الشقق المتواضعة، والمستاجرة من إحدى شركات الإسكان الشعبي، وهي عبارة عن غرفتين وصالة جلوس، ولا تتجاوز مساحة طول هذه الشقة وعرضها 69 متر مربع، وعندما أصبح رئيس وزراء الدنمارك، رفض أن يقيم في قصر ” ماريا بور ” المخصص لرؤساء الوزارات في الدنمارك، وظل متمسكا بتلك الشقة، طوال أكثر من نصف قرن من الوقت، بمعية زوجته، وأبنائه الأربعة، وكان يقضي أيامه العادية في متابعة اخبار وأحوال قضايا الدولة والمجتمع، وقراءة كتب التاريخ والتراث والسياسة والثقافة والفكر، ولم تغريه ابدا ملذات قصور الأباطرة والاثرياء من الناس.

رجل عصامي ولا يمتلك من الثروات أي شيء محسوس:
وعندما رحل، أنكر يورغنسن، إلى جوار ربه راضيا مرضيا، كان لا يملك أي ثروة مالية، أو حتى عقار بسيط، أو سيارة عادية، أو أي شيء آخر، من مباهج الحياة الدنيا الزائلة، سوى الإيمان والإخلاص لجميع القضايا، التي نذر نفسه لخدمتها ورعايتها، حيث كان الرجل، ينفق كل ما في جيبه من اموال، كان يحصل عليها من المخصصات المالية الممنوحة له من موازنة الدولة بصفته مواطن، ورئيس وزراء سابق، على مساعدة الضعفاء والفقراء والايتام، وأصحاب الأمراض المزمنة، والجمعيات الخيرية، والمؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية في الدنمارك.

Loading