50 وزيرا وزعيما من 40 دولة عالمية، يطرحون أفكارهم وتصوراتهم الطموحة نحو قمة المناخ للامم المتحدة في كوبنهاجن 2023

نحو خلق مجتمع عالمي محايد لمكافحة إنبعاث الكربون

أدى التصنيع العالمي المتزايد والافراط في استغلال الوقود الاحفوري واطلاق غازات التدفئة، إلى أرتفاع درجات الحرارة العالمية بشكل مخيف، والتسبب في مشاكل بيئية خطيرة على المجتمعات، ولهذا السبب أصبحت هناك حاجة ملحة إلى تخفيف انبعاثات غازات أكسيد الكربون إلى مستوى الصفر.

وحتى الآن لاتزال هناك فقط 4.5 في المئة من بلدان العالم حققت مستويات الحياد الكربوني، ولا زالت معظم البلدان تخطط للقيام بذلك بحلول العام 2050 ـ 2070 ومن هنا تحاول أن تقدم بعض الحلول الجديد لمكافحة خطر الاحتباس الحراري والتوصل إلى اقتصاد محايد للكربون، والتحول من الوقود الاحفوري إلى الطاقة المتجددة، وتأمين صافي الصفر العالمي بحلول منتصف القرن الحالي .

وفي الفترة من 20 و 21 آذار/ مارس 2023 استضافت الدنمارك بناءا على رغبة عالمية، 50 من وزراء المناخ والبيئة، وزعماء من 40 دولة حول العالم، وممثلين رسمييين من آخرين، في مؤتمر (كوب 28) لمنظمة الامم المتحدة، وذلك للتحضير ولمناقشة مختلف الطروحات والافكار والاستراتيجيات التقنية العالمية الجديدة، التي سوف تعرض بشكل موسع، في مؤتمر الامم المتحدة للمناح المزمع انعقاده في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة في كانون الاول/ ديسمبر 2023 .

وكان الهدف من انعقاد مؤتمر كوبنهاجن للمناخ، الذي يعتبر كأول مؤتمر سياسي رفيع المستوى للاطراف المشاركين لهذا العام، هو مناقشة نتائج قمة المناخ (كوب 27) المنعقدة السنة الماضية في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، ومجمل قضايا التكيف مع المناخ والبيئة، وتمويل التحول الاخضر، واستعراض الخسائر والاضرار الناتجة عن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، وجهود الحد من تكاثرها في المستقبل، بالاضافة إلى تصميم الطرق والهياكل لرسم خرائط انبعاثات الكربون، وخرائط نظام المعلومات الجغرافية، وتقنيات الكشف عن الضوء، والانظمة المكانية، والتقسيمات المتوسطة اللوغاريتمية، واستعراض التقييم العالمي الذي سوف يختتم في مؤتمر المناخ القادم في امارة دبي، ويعد هذا التقييم من ضمن آليات الاهداف والتطلعات الطموحة لتحقيق مشروع أتفاقية باريس حول المناخ على المديات البعيدة .

وفي تصريح لوزير التعاون الانمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، دان يورجنسن، أمام الصحفيين في المؤتمر:”قال انه من دواعي سرور الدنمارك، أن يطلب منها الرؤساء الحاليون والمستقبليون لمؤتمر الاطراف للمناخ عقد هذا المؤتمر على التوالي للسنة الثانية، وأن الدنمارك تشكر لهم مبادرتهم وتعدهم بتقديم المزيد من المتطلبات التي تحتاجها قضايا المناخ والبيئة، بالاضافة حقيقة أن الدنمارك تود بوضوح المساهمة الكاملة والشاملة في عملية مؤتمر الاطراف التي نأمل أن تنتهي بنتائج إيجابية للمناخ على المستوى الدولي” .

وأضاف الوزير:”نحن نتطلع إلى أن تكون الدنمارك دولة رائدة في التحول الاخضر العالمي، ونأمل أن توجد مناسبات أفضل لعرض الحلول والمقترحات الدنماركية بشأن المناخ” وانه من الضروري جدا بالنسبة للمناخ أن نحصل على نتائج طموحة في اجتماع مؤتمر الاطراف، ويجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير، ويجب أن تحصل أفقر دول العالم على المزيد من المساعدات المالية الدولية من أجل التحول الاخضر والتكيف مع تغير المناخ وتطوير قضايا التنمية، وتأمين الأمن الغذائي للمجتمعات الضعيفة والفقيرة حول العالم”

ودعا الوزير الدنماركي، جميع دول العالم الالتزام بقرارات وتوصيات الامم المتحدة بشأن المناخ، وأعتبر أن هذا الامر ملزما للجميع بما في ذلك الدول النامية التي يتوجب عليها التحرك لانقاد أوضاعها المناخية والبيئية .

ويقول الخبراء الدوليين، في مجال المناخ والبيئة، انه إذا لم يتدارك العالم خطورة إنبعاثات ثاني اكسيد الكربون المطردة والمتزايدة بشكل مخيف، فأن السنوات العشر القادمة سوف تشهد حالات واسعة النطاق من الجفاف الشديد، والفيضانات الجارفة والمدمرة، وانعدام الأمن الغذائي، وتنامي موجات النزاعات والصراعات بين الدول والشعوب، والتي يمكن أن تعرض العالم برمته إلى حروب طاحنة، وكوارث عديدة اقتصادية واجتماعية وانسانية .

شارك في أعمال المؤتمر، وزير المالية في الحكومة الدنماركية، نيكولاي وامين، والمدير التنفيذي للصناعات الدنماركية، لارس سورينسن، و عدد من كبار المسؤولين في الدولة، و نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الاوروبية، مارغريت فيستاجر، ومستشارين وخبراء في شؤون المناخ، وصناع القرارات البيئية، وممثلين عن الاحزاب السياسية والنقابات العمالية والمنظمات المدنية الدنماركية، وطلاب وطالبات الجامعات والمعاهد العلمية في الدنمارك، ومراسلين في وسائل الاعلام والصحافة العالمية .

هاني الريس

22 آذار/ مارس 2023

Loading