هنا الشرطة في خدمة الشعب..هناك التآخي الحقيقي في المجتمع

بعد توارد الأنباء في صبيحة يوم السبت 22 شباط/ فبراير 2020 عن اختفاء رجل دنماركي مسن، يبلغ من العمر 62 عاما، من دار رعاية المسنين، في منطقة( Verde ) جنوب شبه جزيرة يولند في الدنمارك، قامت الدنيا ولم تقعد، في طول المنطقة وعرضها بحثا عن الرجل المختفي.

وفي تلك الفترة الزمنية القصيرة، تحدت قوات الشرطة الدنماركية، المدعومة بأجهزة الكشف والمراقبة الميدانية، والكلاب البوليسية المدربة تدريبا عاليا على كشف المحرمات، وبمساندة طائرة مروحية تابعة للجيش الدنماركي، واعداد هائلة من المواطنين الدنماركيين المتطوعين، ورجال الإسعاف، تحدوا جميعهم، زمهرير الشتاء القارس، وسيول الأمطار الغزيرة، وهبوب الرياح الصرصر، وذلك من اجل الكشف على وجود هذا الرجل وانقاد حياته من موت محتمل.

ولكن وللأسف الشديد، بعد ساعات طويلة من التحركات وعمليات البحث القاسية والمضنية، عثرت الشرطة الدنماركية، على هذا الرجل جثة هامدة، في اليوم التالي الاحد 23 شباط/ فبراير 2020، وسط غابات الصنوبر المحيطة بالمنطقة، بحسب، ما صرح به، رئيس هيئة الأركان الدنماركية، أوله اندرسن، لوكاله الأنباء الدنماركية ( ريتزو ) والذي اعترف للصحافة، بأن الوفاة كانت طبيعية، وأنه ليست هناك، أية جريمة حدثت لهذا الرجل، في نفس الوقت، الذي قدم فيه شكره العميق لجهاز الشرطة وجميع من تعاون معه من جمهور الشعب الدنماركي في مهمة البحث عن الرجل.

حدث هذا في الدنمارك، البلد التي تحترم فيه السلطات، ارادات الشعب، وتبدل فيه هذه السلطات كل ما بوسعها من جهود ومن خدمات كثيرة، توفر لجميع المواطنين، فرص العيش الكريم والبقاء لفترات أطول على قيد الحياة الدنيا.
وتخيل لو أن هذا الأمر قد حدث، في أية دولة دكتاتورية حول العالم، ماذا سيكون مصير الكثيرين من أمثال هذا الرجل المتخفي؟ وبالتاكيد، سيكون المصير هو الإهمال وعدم المبالاة المطلقة، لأن أرواح الناس، في ظل الأنظمة السياسية الدكتاتورية، هي ليست اكثر من مجرد ” قمامات ” في نظر كل من يتفردون بحكم هذه الانظمة، وليست هي بمثابة أرواح بشر أبرياء من صنع الاله الخالق.

Loading