73 عام من التطهير العرقي لفلسطين المحتلة، والنضال التحرري ماضيا يحث الخطى

مسيرة فلسطينية كبرى بمشاركة العرب والدنماركيين في كوبنهاجن لاحياء ذكرى عمليات التطهير العرقي لفلسطين، والمجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية لطرد الفلسطينيين من ديارهم .

على امتداد 73 عام من الزمن مارست الحركة الصهيونية سياسة التطهير العرقي لتشريد العرب الفلسطينيين من ديارهم بالقوة، وذلك من أجل تطبيق خطتها طويلة الأمد لتطهير فلسطين من سكانها الفلسطينيين، وتاسيس دولة يهودية هناك بوجود أقل عدد ممكن من العرب، ولهذا السبب أقدمت العصابات الصهيونية بعمليات إجرامية ممنهجة قتلت من خلالها الالاف من الشعب الفلسطيني، ودمرت قراهم ومدنهم، واليوم يستعيد الفلسطينيون في الدنمارك وجميع أنحاء العالم، ذكرى عمليات التطهير العرقي والمجازر الوحشية التي نفذتها عصابات الحركة الصهيونية في حقهم في تظاهرات ومسيرات ذكري لارواح الشهداء الابرار ولكل من حصدت آلة الدمار الصهيونية بيوتهم ومدنهم وقراهم .

وبدعوة من 17 جمعية ومنظمة فلسطينية ودنماركية، في برنامج عمل مشترك من بينها منظمات التجمع الوطني الفلسطيني، وملتقى الجالية الفلسطينية، والمنتدى الفلسطيني، ولجان حق العودة، والحزب الشيوعي الدنماركي، والمنظمة الدنماركية لمناهضة التعذيب، انطلقت في شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، مسيرة كبرى قدرت عددها المصادر الاحصائية بقرابة خمسة آلاف شخص من بلدان وأجيال مختلفة بينهم أطفال رفعوا الاعلام الفلسطينية وهتفوا بالشعارات المنددة بالاحتلال الصهيوني لفلسطين وسياسة التطهير العرقي والمجازر الوحشية ضد الشعب الفلسطيني برمته، وبعد وقفة تضامنية استغرقت قرابة الساعة في منطقة ” نوربورت ” وسط العاصمة كوبنهاجن، القيت خلالها بعض الخطب الحماسية الثورية والاغاني الفلسطينية ، تحركت جحافل المشاركين في المسيرة نحو ساحة البرلمان الفلسطيني حاملين معهم اللافتات العريضة والاعلام الفلسطينية الطويلة، وهم يهتفون بسقوط اسرائيل وعملائها وكل من لف في فلكها من الدول العربية وغيرها من الدول العالمية العميلة، والحرية لفلسطين وحق العودة إلى الديار المغتصب من الحركة الصهيونية، وقال متضامن دنماركي وهو يسير وسط الحشود أن ” المسيرة النضالية الحاشدة اليوم ترمز للوحدة بين الشعوب المتضامنة مع قضية فلسطين، كما هي رمز لصمود النضال الوطني الفلسطيني الذي لم ينقطع أبدا عبر تاريخ تلك القضية، من أجل استعادة أرضه وهويته العربية وكرامته ” .

وكان منظموا هذه المسيرة التي انطلقت يوم السبت 5 حزيران/ يونيو 2021، قد حرصوا على الالتزام بقانون المسيرات والتظاهرات الدنماركي، وكذلك قانون الصحة العامة خاصة وأن الدنمارك قد إبتليت منذ الشهور الاولى للسنة المنصرمة بوباء كورونا الفتاك، مما اضطر الناس إلى التباعد في ما بينهم خوفا من انتشار الوباء، ولذلك لم تشهد هذه المسيرة الجماهيرية الحاشدة أي شيء يذكر من المخالفات التي تعتبر خرقا للقانون وتحاسب عليها، ولكن ما هو مؤسف حقا، أن جماعة خرقاء لا يتجاوز عدد افرادها أكثر من 30 شخص من الرجال والنساء والاطفال من طالبي اللجوء السياسي السوريين، الذين يصفون أنفسهم بالمعارضين لنظام الرئيس بشار حافظ الاسد، كانوا يعتصمون في خيام صغيرة، أمام مبنى البرلمان الدنماركي في ذلك الوقت، وقد أداروا ظهورهم لتلك المسيرة، وحاولوا أن يعكروا أجوائها الصافية وارباكها باطلاق سلسلة من شعارات التنديد بالحكومة السورية والرئيس بشار حافظ الاسد، بشكل شخصي، مما خلق الكثير من الفوضى وبعض المواجهات الكلامية الحادة والصارمة، واعتداءات بالايدي، والتي هي لا تليق مطلقا بمستوى وحدة المصير القومي العربي، أمام الدنماركيين والاجانب في الدنمارك، واضطرت الشرطة الدنماركية للتدخل فورا لفك الاشتباك وحسم الموقف بالفصل بين افراد الجماعة السورية المعارضة، التي بدأت بخرق القانون ومارست السلوك الأرعن والاستفزازي وغير المقبول في حدث لم يشاركوا فيه أساسا ولم يدعموه كباقي أعضاء الجالية العربية، وبين الحشود الكبيرة المشاركة بهذا الحدث، التي تصدت لتحديهم بالتعقل والمنطق ومن دون ممارسة أي عنف .

واعرب المنظمون للمسيرة عن بالغ أسفهم لقيام هذه الجماعة الخرقاء التي هي أيضا محسوبة على الجالية العربية في الدنمارك، بخرق القانون والتشويش على مسيرة نضالية نظمت من أجل قضية الأمة العربية برمتها، وهي قضية تحرير فلسطين من قبضة الاحتلال الصهيوني، وردع العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني الصامد، بدلا من تضامنها معها لدعم حملة الدفاع عن أشقائهم الفلسطينيين والعرب المطالبين باستعادة الحقوق الكاملة والشاملة للفلسطينيين، وتحرير الارض من الغاصبين والمعتدين الصهاينة، ووقف نزيف الدم للشعب الفلسطيني، ومنع عمليات التطهير العرقي لفلسطين، وبما في ذلك أيضا دعم القضية السورية في النضال من أجل استعادة هضبة الجولان المحتلة بفرض القوة من إسرائيل، وكان ليس من المفاجىء أبدا أن تتصرف تلك الجماعة الحمقاء التي كانت قد أرتمت في أحضان داعش والنصرة والقاعدة وفصائل المعارضة السورية المسلحة، بهذا التصرف الارعن والمشين، والغير منسجم تماما مع روح الاخلاق والتآخي والمصير الواحد المشترك للامة العربية، والمخجل بحق وحقيقة أمام الدنماركيين والاجانب المشاركين بتلك المسيرة النضالية الحاشدة .

هاني الريس

6 حزيران/ يونيو 2021

Loading