ماما ميركل… سيدة المشاعر الطيبة
بعد جهود قاسية ومضنية بذلتها المستشارة الألمانية، وزعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنجيلا دوروتيا ميركل، في خدمة قضايا التنمية ومعالجة أزمة الديون التي شهدتها أوروبا، بعد تداعيات الأزمة الأقتصادية العالمية في العام 2008، والدور الكبير الذي لعبته في تخفيف مستوى أزمة اللجوء الكبرى في أوروبا، التي وصفها الزعماء الأوروبيون، بأنها «الأزمة الأسوأ» في تاريخ القارة العجوز، وكذلك تعاطفها الإنساني والأخلاقي مع ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والاضطرابات والأزمات والكوارث الطبيعية حول العالم، بالاضافة إلى دورها البارز والمميز في حملة السلام بشأن الأزمة الأوكرانية. ونتيجة كل هذه الجهود الإنسانية الجبارة، منحتها مؤسسة روزفلت «جائزة الحريات الأربع الدولية» في (21 أبريل/ نيسان 2016) التي تمنح عادة للأشخاص أو المنظمات، التي تكرس جهودها من أجل خدمة القضايا الإنسانية العامة، وفق صياغة الرئيس الأميركي فرانكلين ديلانو روزفلت في العام 1941.
لقد أصبحت الأدوار البطولية الإنسانية والأخلاقية، سمة أساسية مميزة من سمات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، منذ أن تربعت على منصب المستشارية الألمانية في (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005) بحيث لايكاد يمر يوم من الأيام من دون، أن تفرد المجلات والصحف ومختلف وسائل الأعلام في ألمانيا، أخبار وصور «بطلة التعاطف الإنساني» و»سيدة المشاعر الطيبة» اللامعة، على صفحاتها الأولى، وتنشر القنوات الفضائية المتعددة لقطات من صولاتها وجولاتها في مختلف الفعاليات والمناسبات المتعلقة بهذا المجال، حيث إنها ظلت على الدوام ترفع شعار «العمل هو الذي يهم أكثر من الكلام» والحرية والعدالة لجميع البشر. وكل ما كنا نسمعه ويسمعه غيرنا كثيرون حول العالم، عن أن المستشارة الالمانية ميركل، تبدل كافة الخدمات والتضحيات الكبيرة، من أجل الأعمال الانسانية، لأن روحها وقلبها يشعران دائما بمعاناة الناس وآلامهم وحزنهم وقلقهم وخوفهم من الأمور، التي ربما قد تؤدي إلى أوضاع غير آمنة في حياتهم، وتقف إلى جانبهم، بقدر ما تستطيع من قوة، ومن دافع الأمل، ولهذا السبب ظل يناديها الكثير من الألمان والمهاجرين، بلقب «ماما ميركل» حيث إنها بحق وحقيقة أصبحت اليوم تمثل أكبر رمز للأمومة في ألمانيا.
وفي إحدى افتتاحياتها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد تحولت في الفترة الأخيرة، وبدرجة مفرطة، إلى «بطلة» في عيون المهاجرين واللاجئين، والشخصية الأكثر احترامًا في وسائل التواصل الإجتماعي، نظراً إلى مواقفها الجادة والجريئة الداعمة لهم».
وفي كلمتها بمناسبة الاحتفال، بمنحها هذه الجائزة، قالت المستشارة، ميركل إن أزمة اللاجئين «مسَّت القيم الأوروبية بطريقة «فريدة»، ورحبت بالاتفاق التاريخي، الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن إعادة توطين اللاجئين.
وأضافت ميركل، أن «الكثير من الأشخاص فقدوا أرواحهم خلال محاولة الهروب من الاضطهاد؛ لأن الاتفاق بين الاتحاد الأوربي وتركيا، لم يُعقد سريعًا بشكل كاف»، مشيرة، إلى أن الأهم هو استمرار جهود توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل عادل، كما هو منصوص عليه في قرارات المفوضية الأوروبية، واتخاذ موقف جاد ومشترك بشأن طرق تهريب اللاجئين ووسائل ترحيلهم وإبعادهم. ومعروف أنه، يجرى تقديم ميدالية «الحريات الأربع» كل عامين، عن طريق «مؤسسة روزفلت» الدولية، ومقرها هولندا، ومعهد فرانكلين وإلينور روزفلت، بولاية نيويورك، في الولايات المتحدة الأميركية.
وهذه الجائزة، منحت في سنوات سابقة، للرئيسين الأميركيين السابقين جون كندي، وجيمي كارتر، بالإضافة إلى المناضل الأممي ورئيس جنوب إفريقيا السابق، نيلسون مانديلا، على جهودهم الجبارة في خدمة قضايا التنمية والسلام والحريات وحقوق الإنسان.