للمرة الأولى منذ 130 سنة، يحتفل الدنماركيون بعيد العمال العالمي من دون تجمعات او مسيرات ثورية حمراء صاخبة وملهمة

رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، حيت الشعب الدنماركي العظيم، و تضامنت مع قواه العمالية المناضلة والمكافحة، ودعت الجميع لتكريس وتعزيز الوحدة الوطنية الشاملة، والتضامن الإجتماعي.

الدنمارك، لم تحتفل هذا العام بعيد العمال العالمي( 1 أيار/ مايو ) كما جرت عليه العادة في الاحتفال بهذه المناسبة العمالية، منذ سنوات سحيقة، وتحديدا منذ 130 سنة مضت، بعد جلاء الإحتلال النازي الألماني للدنمارك، وذلك بسبب الوضع الصحي المشوب بالخوف والقلق، من تفشي وباء فيروس كورونا الفتاك..ولكن رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، وجميع زعماء الأحزاب السياسية اليسارية، والنقابات العمالية الدنماركية، أصروا بقوة على أن المسيرة العمالية، يجب أن تستمر، حتى لو كانت هناك ظروف صعبة وخطيرة للغاية، تتربص بوضع البلاد.

▪الإصرار على التمسك بالوحدة الوطنية والتضامن الإجتماعي:
وفي خطابها، التي حيت فيه جماهير الشعب الدنماركي بمناسبة حلول 1 أيار/ مايو، التقليدي لعيد العمال العالمي، من قاعة المتحف التقليدي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، في كوبنهاجن، حثت رئيسة الوزراء: ” الشعب الدنماركي برمته، على تكريس وتعزيز مرتكزات الوحدة الوطنية، والتضامن الإجتماعي الواسع، وبالخصوص في ظل الأزمة الصحية الراهنة “.

وأضافت: ” إنه طيلة سنوات حياتي، لم أشاهد مثل هذا التضامن القائم الآن، وهو يزدهر بغزارة، بين جميع أفراد المجتمع الدنماركي، حيث ان الجميع اخدوا يساعدون بعضهم البعض، في ظل الأزمة الصحية الحالية، وذلك لانهم، بقوا يصرون وبشدة، على إستمرار بقاء دولة الرفاهية ( الاشتراكية الديمقراطية ) التي ناضلنا كثيرا من أجل استمرار بقائها على قيد الحياة، ولا نريد لها أبدا أن تتلاشى، أو تندثر “.

▪الروح المعنوية والثورية مازالت متجسدة وملهمة:
وفي هذه المناسبة العالمية الخالدة في أعماق أرواح وقلوب، جميع الطبقات العاملة والفلاحية المضطهدة والمسحوقة، في جميع أنحاء العالم، أدرك السياسيين اليساريين، والنقابيين العماليين الدنماركيين، أنه يجب أن يعملوا ومن دون توقف، على إحياء هذه المناسبة الخالدة، التي تتطلع لها سنويا، جميع الطبقات العاملة والمحرومة من أبسط حقوق المواطنة المشروعة، بحماسة زائدة، فقامت بتهيئة كافة الاجواء المناسبة لتجديد ذكرى ذلك الحدث، في ظل كارثة صحية كبرى، تعيشها البلاد في الوقت الحالي، وقدمت لجماهير الشعب، خطبا سياسية ملهمة، وعروضا فنية وموسيقية متنوعة، وورود واعلام حمراء زاهية، بثتها لهم، من خلال الشاشات المسطحة، ومواقع التواصل الاجتماعي، واغاني وموسيقى الشبيبة اليسارية الثورية، واللافتات، والاعلام الحمراء الموزعة على مد العين والبصر، في العديد من حيطان المباني الشعبية، والجسور، والساحات العامة، في عموم الدنمارك، وذلك من أجل أن يكون هناك حضور مستمر ودائم ، وتضامن قوي للمجتمع الدنماركي، من أجل أن تكون هناك حماية مكرسة، وضمان اجتماعي واقتصادي شديد لجميع الضعفاء والفقراء والمسحوقين في المجتمع، وتوفيرالمزيد من الوظائف العامة، ودفع الاجور.

هاني الريس
1 أيار/ مايو 2020

Loading