الكاتب والمؤلف الإنسان جان جويللو

يعتبر الكاتب والمؤلف السويدي جان جويللو أبرز الكتّاب في السويد وأكثرهم مبيعا لكتبه، فقد بيعت له عشرة كتب عن العميل «كارل غوستاف غيلبرت هاملتون» بما مجموعه خمسة ملايين نسخة تمت ترجمتها إلى 14 لغة عالمية، وعدد منها تم تحويلها إلى أفلام وثائقية في السويد، كما عرض التلفزيون الدنماركي (TV2) سلسلة قصصية له تحت عنوان «منديتا» نالت إعجاب الكثير من النقاد والمشاهدين، وتمثل معظم كتبه القصصية والروائية التي انتشرت بشكل واسع في عواصم البلدان الاسكندنافية وخصوصا للفقراء في الدنمارك «كتابا مقدسا».

يقول جان جويللو عن نفسه إنه أكثر المؤلفين المقروء لهم في بلاده (السويد)، وإنه يشعر بالسعادة أكثر عندما تقرأ كتبه باهتمام في أوساط الطبقات الفقيرة؛ لأنها هي التي تستحق أكثر من غيرها العطاء وبذل الجهود؛ بسبب ضعفها وقلة حيلتها في مواجهة الظلم والاستبداد.

وعن انتشار كتبه يقول جويللو: «إن هناك ثلاثة أسباب رئيسة لذلك، الأول إن الكتب الأسهل قراءة وفهما تجد في استقبالها عددا أكبر من القراء، أكثر من الكتب المعقدة وصعبة الفهم، والثاني إن الكتب التي تدور أحداثها حول القضايا المعاصرة هي الأكثر شعبية أيضا من الكتب التي تدور حول أحداث قديمة عفا عليها الزمن، أما الثالث فيكمن في أن كتبي تدور أحداثها حول قضايا عامة تهم الجميع».

جويللو – بالإضافة إلى كونه كاتبا ومؤلفا مشهورا – مناضل ثوري قديم، وناشط يساري، وصحافي كان متخصصا في الاستخبارات الجاسوسية والعسكرية. ويمثل مجموع دخله الذي تحصل عليه من مبيعات كتبه نحو 55 مليون كرونة سويدية، وبهذا يعتبر اليوم واحدا من الرأسماليين الكبار في بلاده، ولكنه يدافع عن نفسه في هذا الاتجاه بالقول: «إني أدفع 75 في المئة من مداخيلي للضرائب».

وعندما يتحدث جويللو يقول: «أنا ابن الستينات من القرن الماضي، كنت أكتب لدوافع سياسية لتغيير العالم، ولمرضاة نفسي، وليس للحصول على الأموال والجوائز».

ويذكر أن جويللو استهوته فكرة الكتابة عن العميل الشهير هاملتون وهو قابع في غياهب السجن لمدة تزيد على 9 أشهر بتهمة التجسس. وللتذكير فقط إن جويللو كان واحدا من النشطاء في حركة المقاومة الفلسطينية والمساندين لقضايا الأمة العربية، وقد اشترك في السنوات بين 1969 و1973 في عمليات التجسس المضاد. وكان يزوّد سلطات الأمن السويدية المعروفة باسم «SAPO» بأسماء المشكوك في تعاملهم مع «إسرائيل» ويعملون لحساب «رابطة الدفاع اليهودية» التي كانت تسعى لعمليات إرهابية في السويد خلال الحقبة الماضية ضد النشطاء الفلسطينيين والعرب.

لقد تعلم جويللو من قراءاته الكثيرة في السجن أن المؤلف يكتسب شعبية كبيرة، عندما يسلط الضوء على الشخصية الضعيفة المقهورة ويحاول مساعدتها والاهتمام بأوضاعها. فهو يقول: «ليس من الضروري أن أكون الناطق بلسان الطبقة العمالية حتى اكتسب الشهرة الواسعة، ولكن الأفضل أن تكون لدي رؤية النسر الثاقبة».

كان جد المؤلف جويللو فرنسيا يعمل في السلك الدبلوماسي، وبعد وفاة جده قامت والدته مع إخوتها ببعثرة ثروة مالية هائلة تقدر بمئتي مليون كرونة سويدية، ثم تزوجت أمه أحد الساديين بعد طلاقها من والده، وكان هذا السبب في دخول جويللو عالم العنف كما يقول.

يبلغ جويللو من العمر 55 سنة، وكان ضمن لجنة التضامن السويدية الفيتنامية إبان الثورة، ودافع عن القضية الفلسطينية، ومعروف عنه تعاطفه مع الإسلام والمسلمين والثقافة العربية، وهذا ما قد انعكس في بعض مؤلفاته التي تدور أحداثها حول الحملات الصليبية.

وعما يسميه جويللو «حرب الثقافات» يقول: «بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تقرر في واشنطن وبروكسل ولندن انه يجب تصنيف الإسلام الآن عدوا»، وبعد القيام بحملات الدعاية المسعورة، أصبح من المفهوم انه ليس شيئا شريرا أن تقتل مسلما، وهذا الوضع يشبه الوضع في زمن الحملات الصليبية، وفي أوروبا تسمع الآن صيحات تتردد لتحرير الأماكن المقدسة وقتل الكفار، وبهذا المعنى، تأتي هذه القناة التلفزيونية أو تلك، وهذا ضد ما قاله المسيح.

ويعرف جويللو الإسلام من خلال عمله الصحافي في الشرق الأوسط لقرابة 4 سنوات كاملة، كما عمل عدة سنوات مع فصائل المقاومة الفلسطينية وكذلك الحركة الكردية في العراق.

ويتحدث جويللو عن نفسه فيقول: «أنا ماوي قديم»، وقد اعتنق الفكر الماوي؛ لأنه كان دائما في خدمة فقراء العالم، ولكنه على رغم ذلك لم يندم على عدم الحج إلى الصين، وأنه لن يندم على أي شيء أبدا.

Loading