الملكة مارجريت الثانية، ملكة الدنمارك أسطورة العطاء والوفاء والتضامن الواقعي والمبدئي مع أبناء الوطن والأمة

الشكر، لم يعد كافيا لوالدة وقائدة الأمة الدنماركية، جلالة الملكة مارجريت الثانية، التي ظلت تقف دئما وابدا، مواقف عظيمة، وأكثر من مثالية ومشرفة، تجاه خدمة أهداف وتطلعات وأماني الشعب الدنماركي برمته، وترشيده وتزويده دائما بروح التضامن الاجتماعي، ويقضة الوعي القومي، والتآخي الجماعي، والصبر والمثابرة، عند حدوث المحن والشدائد، بل يتطلب من جميع أبناء الشعب، أن يكنون لها بالغ مشاعر التقدير والتبجيل والتخليد، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، أن يحفضها ويطيل في عمرها المديد، وأن يجعلها دخرا لهم وللمستقبل المتطور والمزدهر للبلاد.

وعند أول خطاب سياسي، أعلنته الملكة مارجريت الثانية، اطلت به من على شرفة قصر ” Amalienborg ” في 14 كانون الثاني/ يناير 1972، اقسمت الملكة، على أنها ستكون امينة وخادمة لجميع أبناء الشعب، ومن دون تمييز أو تفضيل بينهم، وأنها تعتبر نفسها ملكة لا تملك سوى روح المحبة والمودة للشعب، والدفاع عنه في أوقات المحن والشدائد، وأما تمثيله والنيابة عنه، في جميع السياسات العامة للدولة والمجتمع، فان الشعب، هو وحده فقط من يحق له إختيار من يمثله في الحكومة وفي البرلمان.

ومنذ ذلك الحين، وحتى اللحظة الراهنة، مازالت الملكة مارجريت الثانية، متمسكة بكافة وعودها وتعهداتها والتزاماتها، ولم تحيد عنها قيد انملة، بل إنها زادت إصرارا وشغفا في السير على خطى كل هذه الوعود والتعهدات، التي من شانها ان تحمي جميع أبناء شعبها، وتصون كرامتهم وسعادتهم وتطلعاتهم للمستقبل، والذود الشديد عن حياض الوطن.

واليوم، وعندما كان المجتمع الدنماركي، يتعرض لأكبر كارثة صحية، منذ الحرب العالمية الثانية، القت الملكة مارجريت الثانية، وخلافا للخطابات الرسمية المعهودة، خطابا تاريخيا، استثنائيا، تدعوا فيه الأمة الدنماركية برمتها، الى الوقوف صفا واحدا وموحدا في مواجهة الأزمة الطارئة والخطيرة، والتقيد بجميع القرارات والإجراءات الحكومية والصحية، المتعلقة بتلك الأزمة، وعلاوة على ذلك، دعت الجميع لعدم تقديم الورود والزهور والهدايا، التي تقدم لها في العادة، لمناسبة أعياد ميلادها الميمونة، بل عليهم ان يقدمونها في عيد ميلادها القادم الثمانيين عاما، إلى الضعفاء والمرضى وكبار السن من المواطنين، الذين يواجهون صعوبات بالغة في ظل الأزمة الصحية الحالية.

بيان القصر الملكي:

وفي بيان صدر مؤخرا عن المكتب الإعلامي للقصر الملكي قال البيان: ” أن الملكة مارجريت الثانية، تعلن للشعب اليوم، بأنه يمتنع عن تقديم الزهور والورود، عندما تحتفل بعيد ميلادها الثمانيين عاما، وإنما عليهم أن يقدمونها للضعفاء والمرضى وكبار السن، الذين يواجهون الصعوبات البالغة بسبب الأزمة الصحية الحالية “.

وأضاف البيان: ” في ظل الوضع الخطير والصارم للعديد من المواطنين الدنماركيين، فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، فان جلالة الملكة مارجريت الثانية، تزف امنياتها الخاصة بمناسبة عيد ميلادها الثمانيين، في 16 نيسان/ أبريل 2020، إلى كافة المواطنين الاعزاء، داعية لهم التمتع بدوام الصحة والعافية، والخروج من المحنة بسلام، وبأقل الخسائر البشرية والمادية “.

ويضيف البيان: ” ولم تكن هناك كما كانت تجري عليه في العادة، أن تقف الملكة، على شرفة القصر، لتلقي التحية للجماهير المقدمة لها التهنئة بعيد ميلادها، وانما سيكون بدلا من ذلك، إرسال التهاني والتبريكات، إلى القصر الملكي، عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للقصر، وذلك اعتبارا من يوم 14 نيسان/ أبريل 2020 “.

وتبلغ الملكة مارجريت الثانية، في 16 نيسان/ أبريل، سن الثمانيين عاما، وكانت لأول مرة في تاريخ الدنمارك الحديث، تلقي خطابا تاريخيا حول جانحة فيروس كورونا، في 17 أذار/ مارس 2020، شددت فيه على تماسك الجبهة الداخلية وتكريس وتعزيز الوحدة الوطنية، والتقيد بجميع القرارات والإجراءات الحكومية والصحية، بشأن الأزمة، التي ارهقت كاهل الجميع في الدنمارك، وتسببت بسقوط ضحايا كثيرة، وإصابات خطيرة في صفوف الدنماركيين، وكذلك المواطنيين الآخرين حول العالم.

هاني الريس

Loading