السعي لتغيير الصورة .. مؤتمر وطني لحزب التحالف الليبرالي الدنماركي

عندما تسلم الشاب السياسي الطموح، اليكس فانوبلاج، منصب رئيس حزب التحالف الليبرالي، عشية استقالة الرئيس السابق للحزب، أندرس صامويلسن، بعد خسارة الحزب الكاسحة في الانتخابات الدنماركية للعام 2023، قام اليكس فانوبلاج، بعمل غير معهود لسياسي دنماركي انخرط في عالم السياسة حديثا. تسلم الرجل قيادة حزب متهاوي، وكان ايلا للسقوط بعد خسارته ل 10 مقاعد برلمانية من 13 مقعدا دفعة واحدة في انتخابات العام 2023، وقام بعملية تجديد لبعض الهياكل المتهالكة للحزب، مع مراجعات واسعة وشاملة لتصحيح أخطاء الماضي، واستطاع من خلال كل هذه المهام الصعبة، أن يجدد وجه الحزب وينهض به إلى مصاف الاحزاب الدنماركية المتقدمة، ويفوز الحزب في الانتخابات الدنماركية الأخيرة للعام 2023 ب 14 مقعدا في البرلمان الدنماركي الجديد .

واليوم يعتبر، اليكس فانوبلاج، في أوساط القيادات والقواعد الشعبية للحزب “الرجل القوي” والقادر على تغيير الامور في المسرح السياسي الوطني الدنماركي، وتزويد القاعدة الجماهيرية للحزب بالأمل من أجل مستقبل أفضل وتقدم مطلوب .

و في استطلاعات الرأي التي قامت بها مراكز قياسات الرأي والتحليل السياسي في الدنمارك، حظي الحزب بدعم أكثر من 10 في المئة من أصوات المواطنين الدنماركيين في عموم البلاد، مما يعطيه دفعة نحو التطور والتقدم إلى الامام .

مؤتمر وطني ناجح للحزب :

في يوم السبت 15 نيسان/ ابريل 2023 عقد حزب التحالف الليبرالي مؤتمره الوطني في فندق ومركز مؤتمرات تيفولي في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، تحت شعار ” مستقبل افضل للحزب ” وذلك بحضور حشد كبير من قيادات وكوادر ونخب وقواعد شعبية، وجرى خلال المؤتمر التي افتتحت أعماله من الساعة العاشرة صباحا حتى الخامسة والنصف مساءا، بكلمة مطولة لرئيس الحزب، اشاد فيها بالتقدم المضطرد في سياسات الحزب، و توجيه تحية عريضة للجماهير التي دعمته، وجرت خلاله مناقشة جميع الامور الهامة الراهنة والمستقبلية للحزب، وكلمات مقتضبة لرؤوساء الفروع الحزبية في عموم البلاد، وانتهى باستعراض التقرير السياسي والمالية، والتي تمت الموافقة عليه ب ” نعم” من غالبية ساحقة من الأصوات .

في بداية خطابه، تحدث زعيم الحزب، عن السعادة التامة التي غمرته بعدما استطاع الحزب أن يحقق طفرة سريعة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بحصوله على 14 مقعدا في البرلمان الدنماركي الجديد، وقال:” على الرغم من هذا التقدم السريع والملحوظ فأن الحزب لا يزال بحاجة إلى تحقيق المزيد من الانتصارات الخارقة، واننا يجب أن نعمل الكثير من أجل كسب أصوات جديدة في أية انتخابات بلدية وتشريعية قادمة، لكي يكون الحزب حزبا مؤثرا في الساحة السياسية الوطنية، وجاهزا للدخول في حكومة وسطية لبيرالية مستقبلة في البلاد .
وأضاف:” ومن هنا يجب أن نستخدم جميع طاقاتنا التعبوية ونركز على ما يقارب 8 في المئة من الدنماركيين الذين صوتوا لصالحنا لاول مرة في الانتخابات الاخيرة، ونحثهم على استمرار ترسيخ اقدامهم معنا” .

انتقادات بالغة الشدة ضد الحكومة المركزية الحالية:

في غالبية مقاطع الخطاب، استخدم زعيم الحزب كلمات مثيرة ظل ينتقد خلالها سياسات الحكومة الائتلافية اليمينية الوسطية بقيادة رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، واحزاب الكتلة اليمينية الزرقاء الداعمة لها، وقال:” انه عندما يستمع إلى كلام رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، يشعر بالضيق، لا لشيء بل لانه لا يجد في كلامها ما يشير إلى أية محاولة جادة للحديث عن قدرات الدنماركيين، وعن مشاغلهم وهمومهم الحياتية اليومية، واعتبر أن الحكومة هي بمثابة “شركة استشارية” لا أكثر ولا أقل، لأن القيم الوحيدة لديها هي فقط ما يكتب على الورق” ولم تقترن اقوالها بأية أفعال .
ويضيف:”أنه يعتقد بأن يواجه صعوبة في تخيل مشاركة حزبه، في حكومة يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أو أية حكومة أخرى لا يوجد فيها بصمات ليبرالية قوية، ولا تسعى من أجل طرح خطط ومشاريع لبيرالية تخدم المجتمع” .

لمحة تاريخية خاطفة عن تأسيس الحزب:

حزب التحالف الليبرالي، هو حزب سياسي دنماركي، وهو أحد مكونات كتلة يمين الوسط في السياسة الدنماركية، ويعتمد الحزب على نهج الليبرالية الاقتصادية وتعزيز التخفيضات الضريبية، وخفض يرامج الرفاهية، والموقف النقدي المعارض تجاه الاتحاد الاوروبي .

تأسس الحزب بأسم التحالف الجديد ـ تحالف لبيرالي ـ في 7 آيار/ مايو 2007 من قبل النائب في البرلمان الدنماركي، من أصل عربي ـ فلسطيني سوري ـ ناصر خضر، وعضو البرلمان الاوروبي عن حزب يسار الوسط، أندرس صامويلسن، والذي أصبح في مابعد وزير خارجية الدنمارك، في الحكومة اليمنية السابقة بقيادة رئيس الوزراء لارس لوك راسموسن، وجيت سيبرج، عضوة البرلمان الاوروبي عن حزب الشعب المحافظ .

في 30 آب/ أغسطس 2007 أعلن الحزب عن برنامجه السياسي، والذي تضمن بعض النقاط المثيرة للحياة الاجتماعية العامة في الدنمارك، ومن أبرزها “حضورا الزاميا أطول في المدارس الدنماركية مع تقديم طعام مجاني ومساعدة في الواجبات المنزلية، وخطة مارشال أوروبية للشرق الاوسط، وزيادة المساعدات الخارجية إلى نسبة 1 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، وزيادة التركيز على الوقاية في مجالات الصحة العامة، وانخفاض في أسعار السلع والاغدية الصحية، واصلاح شامل يتعلق بسياسات الهجرة واللجوء في الدنمارك” .

في الانتخابات التشريعية الدنماركية التي شارك فيها الحزب لاول مرة، التي جرت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 فاز الحزب بنسبة 2.8 في المئة من أصوات الناخبين الدنماركيين، وفاز ب 5 مقاعد في البرلمان الدنماركي .

في 27 آب/ أغسطس 2008 تم تغيير اسم الحزب، إلى التحالف الليبرالي، من خلال تصويت داخلي، وبعد نشوب صراعات وخلافات شديدة بين القيادات في أوساط الحزب، استقال زعيم الحزب، ناصر خضر، وترك الحزب من غير رجعة، واستقالت الشخصية الثانية في الحزب، جيت سيبيرج، احتجاجا على توجهات الحزب اليمينية المتشددة، وتسلم قيادة الحزب الشخصية الثالثة من المؤسسين، أندرس صامويلسن، الذي فشل في انتاج جيل جديد من القيادات الشابة، وأوصل الحزب إلى الهاوية، حتى أن الرجل نفسه فشل في الحصول على مقعد برلماني في انتخابات العام 2018 بعد أن كان زعيما للحزب ووزيرا للشؤون الخارجية الدنماركية، ومن بعدها استقال من الحزب، وأصبح مستشارا تسويقيا يعمل في إحدى الشركات التجارية الكبرى في الدنمارك .

هاني الريس
25 نيسان/ ابريل 2023

Loading