الخداع وعدم احترام الاخر .. عنوان النظام السياسي الخليفي في البحرين

من بعيد تبدو البحرين وكأنها دولة محبة للسلام، ورائدة في نشر القيم النبيلة للتسامح و الوسطية والحوار والاخوة الإنسانية و الحريات المدنية وحقوق الإنسان، او هكذا يصفها كبار المسؤولين في البحرين وعلى رأسهم حاكم البلاد حمد بن عيسى ال خليفة، و وسائل اعلامه المحلية الصفراء، التي تعودت على نشر الإعلانات المدفوعة الثمن لتمجيد الحاكم وأفراد عائلته ونظامه .

وفي كل مناسبة وطنية وفي كل محفل عربي واسلامي ودولي وعلى منابر الأمم المتحدة، يحاول حاكم البحرين المستبد، أن يوهم الناس والمجتمع الدولي ويستغفل عقولهم، بأن بلاده تعشق الديمقراطية والحرية، وانها دولة محبة للسلام والأمن والاستقرار العالمي، وانها واحة الحريات والتسامح والاخوة الإنسانية وجسر لتلاقي الحضارات والثقافات والاديان، إلى آخر البدع والمزاعم التي تتفتق في عقله و مخيلته، وصياغة أفكاره الخاطئة والملتوية .

في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 عندما التقى حاكم البحرين، حمد بن عيسى ال خليفة، في قصر الصخير، بالدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار علماء الأزهر، بمناسبة زيارتهم للبحرين لحضور إجتماع اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر الحوار الإسلامي _ الاسلامي، الذي تستضيفه البحرين، مطلع العام المقبل 2025، كرر على سامعهم نفس الاسطوانة المشروخة، بأن البحرين، بلد التسامح و الوسطية والحوار والاخوة الإنسانية و الحريات وحقوق الإنسان، كما لو إنها بالفعل حقيقة قائمة على أرض الواقع، وهي أقوال خاطئة ومخالفة للمنطق، حيث أن الواقع الحقيقي المعروف في البلاد، هو قمع جميع الحريات، وقهر الإرادة الشعبية، ورفض قيم التسامح والحوار، وتضييق الخناق على الأصوات المطالبة بالحريات، وتوسيع السجون والمعتقلات، وتبدير أموال الدولة على الملذات الشخصية و المشاريع الخاطئة والمشبوهة، وتقويض النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتفقير الناس، والمشاركة في تحالفات أمنية و عسكرية ضد دولة عربية شقيقة هي اليمن، وصمت فاجر على كل ما يحدث من مجازر بشعة و وحشية وحمامات الدم التي يتعرض لها الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، على أيادي الصهاينة، في قطاع غزة ورفح ولبنان .

ويمكن النظر إلى كل شعارات التسامح والحوار و الوسطية والاخوة الإنسانية، ونبذ التمييز الطائفي والمذهبي، التي يتباهى هذا الحاكم الطاغية، باعتبارها ليست سوى خداع ودجل ونفاق، وتزييف للواقع المعاش في البحرين، وتعتبر غاياتها ومقاصدها واضحة، وتركز على ان حاكم البلاد حمد بن عيسى ال خليفة، يستحق أن ينسب له الفضل في التحولات الجديدة في البحرين، وفي المواقف الإنسانية، التي ظل يدعو لها، ويعقد لها الندوات والمؤتمرات، وتبرير سياسات القمع المستمرة من دون توقف، وتكميم الافواه، وارهاب الناس، ورفض جميع الدعوات و المساعي الحميدة لاطلاق سراح الرموز والقادة الوطنيين والاسلاميين الذين قضوا اكثر من 13 عاما في السجن، وتعاني غالبيتهم من أمراض مزمنة وخطيرة، والإصرار على عدم إجراء حوار وطني مسؤول لإنقاذ البلاد من دوامة الازمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الحقوقية و الأمنية، التي تسبب بها الحكم على امتداد عدة عقود من الوقت، والتستر التام على جميع فضائح السرقات والاختلاسات، في أوساط العائلة الحاكمة ومن لف في فلكهم من الانتهازيين والتجار، وارتباط النظام بعلاقات حميمية مع القوى الكبرى المعادية لشعب البحرين و شعوب الامتين العربية والإسلامية، وفتح المزيد من الأسواق والمشاريع التجارية على مصراعيها للصهاينة وتوسيع السياحة معهم، في نفس الوقت الذي لا يزال يكافح فيه شعب البحرين بجميع اطيافه والوانه وطوائفه، ضد مشاريع التطبيع المتعددة مع الكيان الصهيوني، ومشاركة البلاد في تحالفات أمنية و عسكرية مشبوهة ومرفوضة رفضا قاطعا من المجتمع، و احتكار الحكم للسلطة والقوة و جميع وسائل الإعلام و كافة مصادر اتخاد القرار .

هاني الريس
2 نوفمبر 2024

Loading