ندوة نقاشية و اعتصام تضامني للمعارضة البحرينية في الخارج لمناسبة ” استقلال البحرين”

بعد صراع طويل استمر يحث الخطى على امتداد عقود من الوقت، بين شعب البحرين، و الأسرة الخليفية الحاكمة و معها قوة الحماية البريطانية في البحرين، الذين اجمعوا على سحق و اضطهاد شعب البحرين، وكسر شوكته في طرح مطلب السيادة الوطنية و الاستقلال، وتأسيس دولة الحريات والنظام والقانون. وبعد أن قدم شعب البحرين قوافل من الشهداء والسجناء و المبعدين والمنفيين بشكل قسري، و تكرار المطالبة بجلاء قوات الحماية البريطانية من قواعدها العسكرية و مراكزها الأمنية، نالت البحرين استقلالها عن الحماية البريطانية في العام 1971 و مثل ذلك الامر انتصارا ساحقا للارادة الشعبية و وحدة الجبهة الداخلية وتماسكها و قدرتها على الصمود في وجه كافة التحديات الكبيرة و الصعبة، التي واجهتها .

ولتخليد ذكرى هذه المناسبة الوطنية، وتذكير الأجيال المتعاقبة البحرينية بجميع التضحيات الجسام التي قدمتها الأمة البحرينية من أجل الاستقلال السيادة الوطنية ودحر الوصاية أو الحماية البريطانية في البحرين، و تقرير المصير عقدت المعارضة البحرينية في الخارج، ندوتها السنوية المعتادة لإحياء ذكرى هذه المناسبة الوطنية، ومناقشة جميع الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية و الحقوقية و الامنية، التي عاصرتها البلاد منذ حقبة سنوات الحماية البريطانية، و ما بعد سنوات الاستقلال حتى يومنا هذا، في 12 اب/ اغسطس 2025 وذلك في قاعة ” هيلند هوس” في لندن .

و قد اتي انعقاد هذه الندوة مع تاريخ اعلان السلطة البحرينية حل المجلس الوطني المنتخب، وتعطيل المواد الحيوية من دستور البحرين التعاقدي للعام 1973، ودخول البلاد في سنوات معتمة من الاستبداد والقمع المطلق و حصار روح الارادة الوطنية المطالبة بالتغيير الحقيقي و الجوهري في البلاد .

شارك في الندوة النقاشية، التي جمعت كافة القضايا الجوهرية الوطنية السياسية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والامنية، والمراحل التاريخية التي مرت بها البلاد منذ حقبة سنوات الحماية البريطانية مرورا بدولة المراقبة الأمنية و حتى كل ما نشاهده اليوم في ظل ما يسمى ب ” المملكة البحرينية” من ممارسات طائشة و انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وخنق جميع الحريات المدنية والدينية، وحصار الديمقراطية، ومصادرة حرية الرأي و التعبير والضمير، كل من امين عام حركة احرار البحرين الاسلامية، الدكتور سعيد الشهابي، و رئيس منظمة ” سلام” لحقوق الإنسان، النائب عن كتلة الوفاق الوطني الإسلامية في البرلمان البحريني المنحل، المهندس جواد فيروز، و الناشط الحقوقي، علي عبدالامام، و الناشط السياسي هاني الريس .

و قد تصدرت جدول أعمال الندوة، التي حظيت بحضور عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والباحثين و الصحفيين البريطانيين والأجانب، جميع القضايا المهمة والحساسة التي مرت بها البلاد منذ سحق حراك 14 شباط/ فبراير 2011 المطالب بالحريات والتغيير الحقيقي و الجوهري في البلاد، و إلى هذا الوت حيث أن الأمور اخدت تتطور من السيء إلى الأسوأ، في ظل تعنت السلطة البحرينية واصرارها على ممارسة القمع وخنق الحريات والدخول في مشاريع اقليمية وعربية ودولية مشبوهة، ورفض كامل لصوت الارادة الشعبية ومراقبة الناس ومحاربتهم في حياتهم و ارزاقهم وتضييق الخناق عليهم .

اعتصام تضامني مع شعب البحرين لمناسبة ذكرى الاستقلال:

وفي اليوم التالي لانعقاد الندوة، في 13 اب/ اغسطس 2025 نظمت المعارضة البحرينية في الخارج وقفة تضامنية سنوية أمام مبنى السفارة البحرينية في لندن، تضامنا اخويا مع شعب البحرين للمشاركة معه في أحياء ذكرى هذه المناسبة الوطنية التاريخية، والتي كان قد قدم خلالها شعب البحرين بمختلف اطيافه وتياراته وطوائفه تضحيات جسام من العمل السياسي والحقوقي والعمالي على امتداد عقود في سبيل الحرية و السيادة الوطنية و الاستقلال، و كواكب من الشهداء الأبرار و الآلاف المولفة من المعتقلين والمسجونين، وضخايا التعذيب، و المحاربين في ارزاقهم و المبعدين والمنفيين، وذلك من أجل خدمة القضية الوطنية والشعب المسحوق، والذي لايزال يعاني من الاضطهاد و ارهاب الدولة .

هاني الريس
لندن:13 اب/ اغسطس 2025

Loading