صرخة رجل شجاع يتحدى الإعاقة ويعتلي منبر الخطابة الأول مرة في البرلمان الدنماركي الجديد

كريستيان هيجارد، من على كرسيه المتحرك داخل قبة البرلمان يدعوا افراد المجتمع الدنماركي للمثابرة والعمل والتعليم، لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم وخلق الأمل.

في يوم الجمعة 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 تمكن عضو الكتلة البرلمانية لحزب الراديكال _ يسار الوسط، كريستيان هيجارد، الذي يحمل شهادة الماجستير في القانون، ويعمل في مجال المحاماة، وهو من ذوي الإعاقة الجسدية، من اعتلاء منبر الخطابة، لأول مرة تشهدها قاعة البرلمان الدنماركي، وهو على كرسيه المتحرك، من إلقاء خطبة عصماء أمام أعضاء البرلمان الدنماركي، ألهبت مشاعر الجميع وصفقوا لها بحرارة.

وسبق لكريستيان هيجارد، أن ألقى خطبا في السابق، من خلف هذا المنبر، قبل أن يتم بناء مصعد ومساحة طريق لكرسيه المتحرك نحو منصة الخطابة في قاعة البرلمان، ضمن عملية التجديد، التي حصلت قبل موعد الافتتاح الرسمي للبرلمان الدنماركي الجديد للعام 2019.

قال، كريستيان هيجارد، في بداية خطابه لأعضاء البرلمان: أن وقوفي هنا أمامكم، هو ليس سوى مجرد، دور صغير بالنسبة لي شخصيا، ولكنني أمل في أن يكون لي هناك دور أكبر للحديث، مع اعداد غفيرة من المواطنين الدنماركيين، لحثهم على المثابرة والعمل والتعليم من أجل مستقبلهم ومستقبل الدنمارك، وحصولهم على الفرص التي أتيحت لي وصعدت بي إلى هذه المستويات الكبيرة، التي يكون باستطاعتي، تقديمها من أجل خدمة المجتمع.

ويضيف: هناك الكثير من الأمور المفيدة والعظيمة، التي يستطيع الإنسان الإستفادة منها لخلق مستقبل افضل وحياة كريمة، إذا كان مصمما على الإرادة القوية وتحقيق الحلم و خلق الأمل.

اولا وقبل أي شيء، أمل أن أتمكن من دعوة المزيد من الناس لاستلهام العبر، التي تحمل شعار العمل والتقدم والتطور والتنمية، والتوجه نحو تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم وامالهم واهدافهم، بأن يصبحوا سياسيين مميزين، أو اطباء، أو مهندسين، أو محامين، اومدراء، أو مفكرين ومبدعين، بالاعتماد على أنفسهم أولا، إذا ما كانوا متحمسين وشغوفين للحصول على كل هذه الفرص.

لقد كان الشعار الأبرز، الذي كنت قد رفعته، منذ أن بدأت مسيرتي نحو عالم السياسة، وتم انتخابي لعضوية مجلس بلدية “فريدرسبيرغ” في العام 2010 وكان عمري حينها 18 سنة، هو العمل من أجل نشر القيم الليبرالية، والدفاع عن قضايا البسطاء والضعفاء في المجتمع، والإيمان بمجتمع يتسع للجميع، ويحتاج إلى خدمات الجميع والتعاون المشترك للجميع، من أجل الرقي والتقدم والازدهار.

مجتمع تتوفر فيه الفرص الإجتماعية والعمل لجميع المواطنين، وتسود فيه المساواة بين الجميع، وتكسر فيه جميع القيود المشددة في أسواق العمل، ورفع مستوى التعليم، والصحة، والمساواة بين الجنسين، وضمان المساواة في الأجور، ورعاية المسنين والاطفال، ومساعدة الضعفاء والمشردين وذوي الإعاقات، والتزام الحكومات الدنماركية المتعاقبة، باتفاقيات الأمم المتحدة، المعنية بقضايا المرأة، والطفل، والإعاقة الجسدية والنفسية، والاعتراف بها وتطبيقها على أرض الواقع، في نصوص وبنود القانون الدنماركي، وتطوير الزراعة وبحوث التكنولوجيا الخضراء، والتخلص التدريجي من إستخدام السيارات، والمحركات الاخرى، التي تعمل بالبنزين، في شوارع الدنمارك بحلول العام 2025 ، وتقديم فوائد المناخ على الرحلات الجوية، وجعل الدنمارك خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المدمرة للصحة والثروة الغذائية، التي هي عصب استمرار الإنسان وغيره من المخلوقات الاخرى، في الاستمرار، والبقاء على قيد الحياة الدنيا.

هاني الريس

Loading