إنتصار الإرادة ” الفولاذية “.. الأحزاب اليسارية الدنماركية في البرلمان الدنماركي، تسقط قانون المصافحة الشهيرة والمذلة للراغبين بالحصول على الجنسية الدنماركية

وأخيرا، وبعد صراع محموم، استغرق الكثير من الوقت، داخل أروقة البرلمان الدنماركي، بين الأحزاب اليسارية التقدمية، المعارضة، بشدة لقانون المصافحة الشهيرة، الذي كان بموجبه، تحقيق شرط مصافحة المسؤولين في البلديات، رجالا أو نساء، قبل منحهم الجنسية الدنماركية، والأحزاب اليمينية، التي دعمت هذا القانون، في العام 2018، بعد الاقتراح، التي تقدمت به وزيرة الهجرة والمغتربين والتكامل، في الحكومة السابقة، انغر ستوبيرغ، ونال موافقة الغالبية البرلمانية، في ذلك الوقت، بما فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وآثار حينها جدلا واسع النطاق، ولم ينقطع بين تلك الأحزاب.

وتنص مواد هذا القانون، على أنه يتوجب على الأشخاص المتقدمين بطلبات الحصول على الجنسية الدنماركية، المشاركة اولا في حفل مصافحة باليد مع مسؤولي البلديات، سواء كانوا رجالا ام نساء، وهو شرط إجباري لكي يتمكن الشخص من حصوله على الجنسية.

واليوم الخميس 16 نيسان/ أبريل 2020، انتصرت الإرادة القوية والصلبة، التي كسرت الجليد، وأعادت السرور والبهجة للناس، بأن يصبحوا مواطنيين دنماركيين، من دون حاجة إلى المصافحة، وذلك بعد إعلان وزير الخارجية الدنماركية، اليوم، جيبي كوفود، عن تعليق شرط المصافحة، في بيان مكتوب، وكان في مقدمة المنتصرين، حزبي اللائحة الموحدة و حزب الراديكال _ يسار الوسط، اللذان وقفا مواقف صلبة ومشرفة للغاية، نحو إزالة هذا القانون.
وهذا يعني، أن بمقدور المواقف الشجاعة والمحقة، أن تنتصر دائما، وتحقق كل ما يمكن للانسان، التطلع اليه، من أمور كبيرة، ومن معجزات، حيث أن المواقف الثابتةوالمبدئية المطالبة بالحق المشروع، هي وحدها في النهاية، الضامن الأساس لحماية الناس من غوائل، الاضطهاد والعسف العام، والمظالم الأخرى غير المكبوحة.

وفي هذه المناسبة، قالت، النائبة البرلمانية، عن حزب اللائحة الموحدة، روزا لوند: ” كنا نقاتل منذ وقت طويل، من أجل إيقاف هذه المصافحة السخيفة، واستمرينا في طريق النضال، من أجل أن لا تعود مرة ثانية، وأبدا للوجود، واليوم قد تحقق ما كنا نطمح إليه ونامله “.

وأما النائبة البرلمانية، عن نفس الحزب، إيفا فليهولم، فقد رفعت إشارة التحية والتبريكات للناس الذين اصبحوا بموجب إلغاء شرط المصافحة، مواطنيين دنماركيين، وذلك في لحظة صدور هذا القرار، وقالت: ” لقد كنا نقاتل منذ وقت بعيد، من أجل كرامتكم، والتمتع بحقوقكم المشروعة، واليوم استطعنا أن نزيل شرط المصافحة، من أجل حقكم المشروع، في الحصول على الجنسية الدنماركية “.

وقالت، النائبة البرلمانية، من اصل اجنبي، عن حزب الراديكال- يسار الوسط، سميرة نوى: ” إننا استمرينا في النضال طويلا، نحو تحقيق هذا الهدف، ووضعنا خلافاتناجانبا، ونظرنا دائما للامام، من أجل إحقاق العدل والإنصاف للذين ظلوا يطمحون بالحصول على الجنسية الدنماركية، ويواجهون العديد من العقبات، ومنها شرط المصافحة الشهيرة “.

هاني الريس
16 نيسان/ أبريل 2020

Loading