الدنمارك في زمن الازمة الصحية.. لماذا يتعين على رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، مراقبة الوضع الصحي بشكل حذر ؟

لقد بدأت مراقبة الأوضاع الصحية في الدنمارك، المتعلقة بأزمة فيروس كورونا المستجد، تأخذ طابعا جادا نحو تخفيف مخاطرها البالغة، والبداية التدريجية لعودة تنشيط الحياة للمجتمع، ففي الساعة الرابعة مساءا من يوم الثلاثاء 14 نيسان/ أبريل 2020، عقدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، في قاعة ” المرآة ” بمقر رئاسة الوزراء، مؤتمرا صحفيا، شاركت فيه جميع الأطراف، المعنية بأوضاع الرعاية الصحية في الدنمارك، وتحدثت فيه، عن التطورات الجديدة، في الشأن الصحي العام، الذي بداء ينفرج تدريجيا _ بحسب _ رئيسة الوزراء، وعن احتمالات سريعة نحو إعادة فتح قطاعات أخرى عديدة، على مستوى المجتمع، بعد أن تم فتح أبواب المدارس النهارية، وحضانات الأطفال مؤخرا.

ويأتي هذا المؤتمر الصحفي، بعد إنهيار المفاوضات، التي بدات الأسبوع الماضي، واستغرقت ثلاثة أيام، بين وزارة الصحة، والأحزاب السياسية في البرلمان الدنماركي، حول المقترح التي تقدمت به الحكومة، حول عودة الحياة في اجزاء من مؤسسات الخدمة الصحية.

هل ينبغي أن يبقى الوضع كما هو عليه في الوقت الراهن؟ هل يبدأ تنشيط الحياة المجتمعية، تدريجيا؟ وهل أن الأحزاب السياسية برمتها، مستعدة لتحمل المسؤولية الكاملة حول التطورات، التي تواجه خدمات الرعاية الصحية ؟

الحكومة مستعدة لتنشيط الحياة في نظام الرعاية الصحية:
ولهذا السبب، كان وزير الصحة الدنماركية، ماغنوس هيونيسك: ” خلال المؤتمر الصحفي، يدعوا الأحزاب السياسية للموافقة على عقد إتفاق سياسي واسع وموحد بشأن معالجة الأزمة، والتعاون مع مقترحات الحكومة، لرفع النشاط مرة أخرى في نظام الرعاية الصحية، وتوجيه الإشارة، إلى المستشفيات والأطباء والممرضين، والبلديات، بشأن بدأ التحول، إلى تقديم المزيد من الأنشطة، وذلك بالرغم من أن الوضع الحالي، يعتبر تحت السيطرة تقريبا.

التركيز الآن ينصب على مضاعفة النشاط على الخدمة الصحية:
وفي هذا الصدد، قال، سورين بروستروم، مدير المجلس الوطني للصحة الدنماركية: ” أن التركيز الآن يجب أن ينصب بشكل كامل وشامل، حول مضاعفة النشاط في مجال الخدمات الصحية، وأنه يتوجب على جميع المرضى، الذين يعانون من عوارض هذا الفيروس، الإتصال بأسرع وقت ممكن باطباءهم، من أجل عمل الفحوصات الضرورية والملحة، وأنه في نفس الوقت، لا يجب، أن تكون هناك ساعات دروة عند الأطباء “.

لا نريد وضع يشبه الوضع الإسباني:
ومن جانبه، قال، كير مولبك، مدير معهد مصل الدولة الدنماركي: ” نأمل من خلال معركتنا ضد فيروس كورونا في الدنمارك، أن لا يصل بنا الأمر، إلى ماهو عليه اليوم في إسبانيا، حيث أن العدد الإجمالي للمرضى بلغ هناك قرابة 60 في المئة، من عدد السكان، وإذا ما وجدنا انفسنا في مثل الوضع، التي تتعايش معه إسبانيا، حيث جثث الناس صارت تنتشر في الشوارع، فان مشروع مجتمع الرفاهية الدنماركي، سوف يتعرض، إلى ضربة موجعة وخطيرة “.

اعتراضات أحزاب المعارضة:
وجاءت ردة فعل زعماء أحزاب المعارضة في البرلمان الدنماركي، بعد المؤتمر الصحفي، في شكل تحدي واضح لمقترحات الحكومة، حيث انتقد بعضهم تصريحات رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، التي جاءت خلال المؤتمر الصحفي، عندما قالوا: ” أن تصريحاتها لم تعطي إشارات واضحة وصريحة، بشأن التحول التدريجي، نحو استعادة الأمور في الدنمارك، فقال زعيم المعارضة، في التكتل الأزرق اليميني، ورئيس حزب اليسار الليبرالي، جاكوب اليمان _ جنسن : ” أن الحكومة لم تنجح حتى الآن في تقديم خطة حازمة لإعادة فتح الرعاية الصحية، خلال المفاوضات الأخيرة، وهاجم رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، بالقول ” ان شهر العسل بالنسبة لها قد انتهى وتلاشى ” وأنه قد حان الوقت لتحدي الحكومة في تمرير قراراتها الخاطئة.

وأما، رئيس حزب الشعب المحافظ ” المحافظين ” سورين بوب بولسن، فقد قال: ” أن الرسالة الآن قد وصلت، وهو انه يجب أن نمضي إلى أبعد حدود ممكنة لتجنب المخاطر الكبيرة، ونريد الوصول، إلى الحد الذي تعتقد فيه السلطات الصحية، بأنه توجد هناك بوادر مشجعة لعودة الوضع بشكل صحيح “.

مطلب المفوضية الأوروبية :
وجاءت كل هذه التباينات، في مواقف الحكومة، واحزاب المعارضة، في نفس الوقت، التي طالبت فيه المفوضية الأوروبية، وهي ذراع الأتحاد الاوروبي التنفيذي، الدول الأوروبية الأعضاء في الأتحاد ” 27 ” دولة اوروبية، بالتنسيق المشترك، للبدء برفع إجراءات العزل العام، بعد أن كانت كل دولة قد عملت بمفردها، بالنسبة لإجراءات احتواء الفيروس، ولكن مازالت هناك في نفس الوقت، دول اوروبية أخرى، غير قادرة حتى الان على مكافحة تنامي الفيروس، بسبب عدم طاقة المستشفيات لتحمل موجات جديدة من الإصابات، ويتوجب، على الاخرين، التوجه حاليا لمساعدتها.

هاني الريس
15 نيسان/ أبريل 2020

Loading