حلم لمستقبل افضل .. تمكين الشباب العربي في الدنمارك من أجل التأثير في السياسات المحلية والدولية .. ضرورة ملحة

في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 نظمت مؤسسة (دنمارك 24) الاعلامية، مؤتمرا محليا، تحت عنوان (تمكين الشباب من أجل التأثير على السياسات المحلية الدنماركية والدولية)، و استعرضت خلاله الكثير من الإيجابيات والسلبيات، التي واجهت الشباب العربي المغترب في مملكة الدنمارك، وقد اختارت المؤسسة هذا الموضوع لأن الشباب العربي في الدنمارك يعتبر ركن أساسي من أركان الجالية العربية برمتها، ويعول عليه بلعب أدوار مهمة ورائعة للجالية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية و الفكرية في نطاق المجتمع الدنماركي في الوقت الراهن وفي المستقبل، والتي هي تنطوي على دلالات كثيرة وصعبة في هذا الوقت بالنسبة لقضايا التعايش الاجتماعي في الدنمارك. و قد حددت المؤسسة، الذي صادف في اليوم نفسه ذكرى تأسيس انطلاقة باكورة أعمالها السنوية الثالثة، خمسة محاور رئيسية مهمة و ملحة، تمثلت في قضايا ” التأثيرات الإستراتيجية في ظل المتغيرات الدولية، والمقارنة بين مشاركة ذوي الخلفيات العرقية في الدنمارك و دول أوروبية أخرى، وتقييم الوضع الاجتماعي والثقافي لذوي الخلفيات العرقية في الدنمارك بالحقائق و البيانات والأرقام، وعروض خلاصة حوارات مع مجموعات شبابية من أجيال مختلفة، حول التفاعل مع العمل السياسي في الدنمارك، وتجارب ملموسة لذوي الخلفيات العرقية في بلدية هورسهولم في الانتخابات الدنماركية البلدية ونتائجها، وندوة نقاشية موسعة حول إشراك الشباب في السياسات المحلية، وتأثير ذلك في مجال السياسة الاوروبية والدولية، من وجهة نظر الشباب و دور المجتمع في دعمهم و رعايتهم و ترشيدهم”.

وركز جميع المتحدثين في المؤتمر ( اسماء عباس، مؤسسة ومديرة تحرير منصة المؤسسة، والمؤسس الثاني الاعلامي القدير، ماهر اليوسف، الذي القى الكلمة الترحيبية بالمشاركين، وشكرهم على تلبية دعوة المؤسسة للمشاركة، والناشط الأجتماعي والاعلامي، أنور التويمي، و الاخصائي الأجتماعي والناشط في العمل التطوعي، فادي ابو جاموس، و الناشط السياسي والاجتماعي، صلاح الدين كايد، ورئيس جمعية الشباب والثقافة في بلدية هورسهولم، الدكتور رافع الأحمد، على جوانب مهمة وحساسة نحو الدفع بفئات الشباب بتقبل مجريات و احداث الواقع الاغترابي المعاش، الذي نشاؤوا وترعرعوا في ظله منذ وقت بعيد، ورفده باسهاماتهم وخبراتهم وتجاربهم وابداعاتهم الحيوية، في مختلف الميادين الاجتماعية و السياسية والثقافية و الفكرية والعلمية، و دعوة جميع الشباب والشابات في أوساط الجالية العربية للانخراط في جميع الأنشطة الخيرية والخدمية المتاحة، والمشاركة الحقيقية والعملية في معترك الحياة السياسية الدنماركية، سواء على مستوى العمل التطوعي، او في صفوف الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني والنفع العام، وكذلك المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية، بما يمكن أن يظهر الاعتزاز والافتخار بهم وسط الجالية العربية وفي داخل المجتمع، بدلا من العزوف والابتعاد والتقوقع والانطواء على النفس، وكان التشديد دائما على ضرورة هذا التواجد في الميدان، و ضرورات التوجه للعلم والمعرفة، واكتساب الخبرات والتجارب المهنية المفيدة و النافعة من أجل المستقبل الأفضل والمزدهر .

وفي ختام المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 75 شخص من النساء والرجال من مختلف الاعمار والتخصصات المهنية والعلمية، عقدت جلسة نقاش موسعة، مع أصحاب التجارب والمهارات والخبرات، الذين ساهموا بقسط وفير في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والعمل التطوعي في الدنمارك، وكذلك أيضا الجيل الصاعد من الشباب والشابات، الذين اخدوا يتطلعون بشغف لمواكبة العصر، وذلك من أجل طرح تجاربهم و وجهات نظرهم وتصوراتهم للراهن والمستقبل، وقد أدارت السيدة اسماء عباس، جميع جوانب هذا النقاش، الذي اتسم بالجدية والشفافية والصراحة التامة في كل شيء، وكانت هناك اندفاعة ورغبة شبابية جادة وطموحة من أجل العمل والعطاء داخل المجتمع .

كما شمل الحفل، الكثير من الأسئلة والاجوبة و المداخلات المهمة من جانب الحضور، وتم تكريم كوكبة من الشخصيات العربية التي قدمت خدمات جليلة للجالية العربية من بين الاجيال السابقة والحاضرة، وكذلك المؤسسات الدنماركية الأهلية و الرسمية، وتم توزيع جوائز عينية للفائزين في أوراق السحب على هذه الجوائز القيمة، التي وفرتها المؤسسة .

هاني الريس
12 نوفمبر 2024

Loading